وقوله تعالى: ﴿كان الناس أمة واحدة﴾ [البقرة/٢١٣] أي: صنفا واحدا وعلى طريقة واحدة في الضلال والكفر، وقوله: ﴿ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة﴾ [هود/١١٨] أي: في الإيمان، وقوله: ﴿ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير﴾ [آل عمران/١٠٤] أي: جماعة يتخيرون العلم والعمل الصالح يكونون أسوة لغيرهم، وقوله: ﴿إنا وجدنا آباءنا على أمة﴾ [الزخرف/٢٢] أي: على دين مجتمع. قال:
*وهل يأثمن ذو أمة وهو طائع*
(هذا عجز بيت للنابغة الذبياني، وصدره:
*حلفت فلم أترك لنفسك ريبة*
وهو في ديوانه ص ١٨١؛ والغريبين ١/٩٣؛ واللسان (أمم) )
وقوله تعالى: ﴿وادكر بعد أمة﴾ [يوسف/٤٥] أي: حين، وقرئ (بعد أمة) (وهي مروية عن شبيل بن عزرة الضبعي، وهي قراءة شاذة. راجع القرطبي ٩/٢٠١؛ وإعراب القرآن للنحاس ٢/١٤٣) أي: بعد نسيان. وحقيقة ذلك: بعد انقضاء أهل عصر أو أهل دين.
وقوله: ﴿إن إبراهيم كان أمة قانتا لله﴾ [النحل/١٢٠] أي: قائما مقام جماعة في عبادة الله، نحو قولهم: فلان في نفسه قبيلة. وروي: (أنه يحشر زيد بن عمرو بن نفيل أمة وحده) (الحديث في مسند الطيالسي ص ٣٢ عن سعيد بن زيد أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: إن أبي كان كما رأيت وكما بلغك فاستغفر له، قال: (نعم فإنه يبعث يوم القيامة أمة وحده). راجع الإصابة ١/٧٠، وأخرجه أبو يعلى، وإسناده حسن، انظر: مجمع الزوائد ٩/٤٢٠).
وقوله تعالى: ﴿ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة﴾ [آل عمران/١١٣] أي: جماعة، وجعلها الزجاج ههنا للاستقامة، وقال: تقديره: ذو طريقة واحدة (معاني القرآن ١/٤٥٨)، فترك الإضمار أولى.
والأمي: هو الذي لا يكتب ولا يقرأ من كتاب، وعليه حمل: ﴿هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم﴾ [الجمعة/٢] قال قطرب: الأمية: الغفلة والجهالة، فالأمي منه، وذلك هو قلة المعرفة، ومنه قوله تعالى: ﴿ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني﴾ [البقرة/٧٨] أي: إلا أن يتلى عليهم.


الصفحة التالية
Icon