قال الفراء: هم العرب الذين لم يكن لهم كتاب، و ﴿النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل﴾ [الأعراف/١٥٧] قيل: منسوب إلى الأمة الذين لم يكتبوا، لكونه على عادتهم كقولك: عامي، لكونه على عادة العامة، وقيل: سمي بذلك لأنه لم يكن يكتب ولا يقرأ من كتاب، وذلك فضيلة له لاستغنائه بحفظه، واعتماده على ضمان الله منه بقوله: ﴿سنقرئك فلا تنسى﴾ [الأعلى/٦].
وقيل: سمي بذلك إلى أم القرى.
والإمام: المؤتم به، إنسانا كأن يقتدى بقوله أو فعله، أو كتابا، أو غير ذلك محقا كان أو مبطلا، وجمعه: أئمة. وقوله تعالى: ﴿يوم ندعو كل أناس بإمامهم﴾ [الإسراء/٧١] أي: بالذي يقتدون به، وقيل: بكتابهم (انظر: الغريبين ١/٩٥)، وقوله: ﴿واجعلنا للمتقين إماما﴾ [الفرقان/٧٤]. قال أبو الحسن: جمع آم (أبو الحسن الأخفش، وقال: الإمام ههنا جماعة، كما قال: ﴿فإنهم عدو لي﴾ راجع معاني القرآن للأخفش ٢/٤٢٣)، وقال غيره: هو من باب درع دلاص، ودروع دلاص (قال في اللسان: ودرع دلاص: براقة ملساء لينة، والجمع دلص، وقد يكون الدلاص جمعا مكسرا.
ويقال: درع دلاص، وأدرع دلاص، للواحد والجمع على لفظ واحد)، وقوله: ﴿ونجعلهم أئمة﴾ [القصص/٥] وقال: ﴿وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار﴾ [القصص/٤١] جمع إمام.
وقوله تعالى: ﴿وكل شيء أحصيناه في إمام مبين﴾ [يس/١٢] فقد قيل: إشارة إلى اللوح المحفوظ، والأم: القصد المستقيم، وهو التوجه نحو مقصود، وعلى ذلك: ﴿ولا آمين البيت الحرام﴾ [المائدة/٢] وقولهم: أمه: شجه، فحقيقته إنما هو أن يصيب أم دماغه، وذلك على حد ما يبنون من إصابة الجارحة لفظ فعلت منه (وفي ذلك يقول شيخنا حفظه الله:
*فعل صوغها من الأعيان ** مطرد عند ذوي الأذهان*
*نحو ظهرته كذا رقبته ** وقس كذلك إلى يددته*


الصفحة التالية
Icon