، وذلك نحو: رأسته، ورجلته، وكبدته، وبطنته: إذا أصيب هذه الجوارح. و (أم) إذا قوبل به ألف الاستفهام فمعناه: أي (راجع: الجنى الداني ص ٢٢٥؛ ومغني اللبيب ص ٦١ - ٦٢) نحو: أزيد أم عمرو، أي: أيهما، وإذا جرد عن ذلك يقتضي معنى ألف الاستفهام مع بل، نحو: ﴿أم زاغت عنهم الأبصار﴾ [ص/٦٣] أي: بل زاغت.
و (أما) حرف يقتضي معنى أحد الشيئين، ويكرر نحو: ﴿أما أحدكما فيسقي ربه خمرا وأما الآخر فيصلب﴾ [يوسف/٤١]، ويبتدأ بها الكلام نحو: أما بعد فإنه كذا.
أمد
- قال تعالى: ﴿تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا﴾ [آل عمران/٣٠]. والأمد والأبد يتقاربان، لكن الأبد عبارة عن مدة الزمان التي ليس لها حد محدود، ولا يتقيد، لا يقال: أبدا كذا.
والأمد: مدة لها حد مجهول إذا أطلق، وقد ينحصر نحو أن يقال: أمد كذا، كما يقال: زمان كذا، والفرق بين الزمان والأمد أن الأمد يقال باعتبار الغاية، والزمان عام في المبدأ والغاية؛ ولذلك قال بعضهم: المدى والأمد يتقاربان.
أمر
- الأمر: الشأن، وجمعه أمور، ومصدر أمرته: إذا كلفته أن يفعل شيئا، وهو لفظ عام للأفعال والأقوال كلها، وعلى ذلك قوله تعالى: ﴿إليه يرجع الأمر كله﴾ [هود/١٢٣]، وقال: ﴿قل: إن الأمر كله لله يخفون في أنفسهم مالا يبدون لك، يقولون: لو كان لنا من الأمر شيء﴾ [آل عمران/١٥٤]، ﴿أمره إلى الله﴾ [البقرة/٢٧٥] ويقال للإبداع: أمر، نحو: ﴿ألا له الخلق والأمر﴾ [الأعراف/٥٤]، ويختص ذلك بالله تعالى دون الخلائق وقد حمل على ذلك قوله تعالى: ﴿وأوحى في كل سماء أمرها﴾ [فصلت/١٢] وعلى ذلك حمل الحكماء قوله: ﴿قل: الروح من أمر ربي﴾ [الإسراء/٨٥] أي: من إبداعه، وقوله: ﴿إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون﴾ [النحل/٤٠] فإشارة إلى إبداعه، وعبر عنه بأقصر لفظة، وأبلغ ما يتقدم فيه فيما بيننا بفعل الشيء، وعلى ذلك قوله: ﴿وما أمرنا إلا واحدة﴾ [القمر/٥٠]، فعبر عن سرعة إيجاد بأسرع ما يدركه وهمنا.


الصفحة التالية
Icon