أحدهما: بالفعل، وهو محمود وإليه قصد بقوله: ﴿قد أفلح من زكاها﴾ [الشمس/٩]، وقوله: ﴿قد أفلح من تزكى﴾ [الأعلى/١٤].
والثاني: بالقول، كتزكية العدل غيره، وذلك مذموم أن يفعل الإنسان بنفسه، وقد نهى الله تعالى عنه فقال: ﴿فلاتزكوا أنفسكم﴾ [النجم/٣٢]، ونهيه عن ذلك تأديب لقبح مدح الإنسان نفسه عقلا وشرعا، ولهذا قيل لحكيم: ما الذي لا يحسن وإن كان حقا؟ فقال: مدح الرجل نفسه.
زل
- الزلة في الأصل: استرسال الرجل من غير قصد، يقال: زلت رجل تزل، والمزلة: المكان الزلق، وقيل للذنب من غير قصد: زلة، تشبيها بزلة الرجل. قال تعالى: ﴿فإن زللتم﴾ [البقرة/٢٠٩]، ﴿فأزلهما الشيطان﴾ [البقرة/ ٣٦]، واستزله: إذا تحرى زلته، وقوله: ﴿إنما استزلهم الشيطان﴾ [آل عمران/ ١٥٥]، أي: استجرهم الشيطان حتى زلوا، فإن الخطيئة الصغيرة إذا ترخص الإنسان فيها تصير مسهلة لسبيل الشيطان على نفسه. وقوله عليه السلام: (من أزلت إليه نعمة فليشكرها) (الحديث في النهاية ٢/٣١٠؛ والفائق ٢/١١٩) أي: من أوصل إليه نعمة بلا قصد من مسديها، تنبيها أنه إذا كان الشكر في ذلك لازما فكيف فيما يكون عن قصده. والتزلزل: الاضطراب، وتكرير حروف لفظه تنبيه على تكرير معنى الزلل فيه، قال: ﴿إذا زلزت الأرض زلزالها﴾ [الزلزلة/١]، وقال: ﴿إن زلزلة الساعة شيء عظيم﴾ [الحج/ ١]، ﴿وزلزلوا زلزالا شديدا﴾ [الأحزاب/١١]، أي: زعزعوا من الرعب.
زلف
- الزلفة: المنزلة والحظوة (انظر: البصائر ٣/١٣٦؛ والمجمل ٢/٤٣٨)، وقوله تعالى: ﴿فلما رأوه زلفة﴾ [الملك/٢٧]، قيل: معناه: لما رأوا زلفة المؤمنين وقد حرموها. وقيل: استعمال الزلفة في منزلة العذاب كاستعمال البشارة ونحوها من الألفاظ. وقيل لمنازل الليل: زلف قال: ﴿وزلفا من الليل﴾ [هود/١١٤]، وقال الشاعر:
*طي الليالي زلفا فزلفا*
(الرجز للعجاج، وقبله: ناج طواه البين مما وجفا
وهو في ديوانه ص ٢٣١؛ والبصائر ٣/١٣٧؛ وشرح مقصورة ابن دريد ص ٢١٤)