ومن قال: زال لا يتعدى، قال: (زوالها) نصب على المصدر، و ﴿تزيلوا﴾ [الفتح/٢٥]، تفرقوا، قال: ﴿فزيلنا بينهم﴾ [يونس/٢٨]، وذلك على التكثير فيمن قال: زلت متعد، نحو: مزته وميزته، وقولهم: ما زال ولا يزال خصا بالعبارة، وأجريا مجرى كان في رفع الاسم ونصب الخبر، وأصله من الياء، لقولهم زيلت، ومعناه معنى ما برحت، وعلى ذلك: ﴿ولا يزالون مختلفين﴾ [هود/١١٨]، وقوله: ﴿لا يزال بنيانهم﴾ [التوبة/١١٠]، ﴿و لا يزال الذين كفروا﴾ [الرعد/٣١]، ﴿فما زلتم في شك﴾ [غافر/٣٤]، ولا يصح أن يقال: ما زال زيد إلا منطلقا، كما يقال: ما كان زيد إلا منطلقا، وذلك أن زال يقتضي معنى النفي، إذ هو ضد الثبات، وما ولا: يقتضيان النفي، والنفيان إذا اجتمعا اقتضيا الإثبات، فصار قولهم: ما زال يجري مجرى (كان) في كونه إثباتا، فكما لا يقال: كان زيد إلا منطلقا، لا يقال: ما زال زيد إلا منطلقا.
زين
- الزينة الحقيقية: ما لا يشين الإنسان في شيء من أحواله لا في الدنيا، ولا في الآخرة، فأما ما يزينه في حالة دون حالة فهو من وجه شين، والزينة بالقول المجمل ثلاث: زينة نفسية كالعلم، والاعتقادات الحسنة، وزينة بدنية، كالقوة وطول القامة، وزينة خارجية كالمال والجاه. فقوله: ﴿حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم﴾ [الحجرات/٧]، فهو من الزينة النفسية، وقوله: ﴿من حرم زينة الله﴾ [الأعراف/٣٢]، فقد حمل على الزينة الخارجية، وذلك أنه قد روى: (أن قوما كانوا يطوفون بالبيت عراة فنهوا عن ذلك بهذه الآية) (أخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير قال: كان الناس يطوفون بالبيت عراة، يقولون: لا نطوف في ثياب أذنبنا فيها، فجاءت امرأة فألقت ثيابها وطافت، ووضعت يدها على قبلها وقالت:
*اليوم يبدو بعضه أو كله**وما بدا منه فلا أحله*