فنزلت هذه الآية: ﴿خذوا زينتكم عند كل مسجد﴾. انظر: الدر المنثور ٣/٤٣٩)، وقال بعضهم: بل الزينة المذكورة في هذه الآية هي الكرم المذكور في قوله: ﴿إن أكرمكم عند الله أتقاكم﴾ [الحجرات/١٣]، وعلى هذا قال الشاعر:
- *وزينة العاقل حسن الأدب*
(هذا عجز بيت، وشطره:
*لكل شيء حسن زينة*
وهو في البصائر ٣/١٥٧؛ ومعجم الأدباء ١/٧٢؛ وعمدة الحفاظ: زين)
وقوله: ﴿فخرج على قومه في زينته﴾ [القصص/٧٩]، فهي الزينة الدنيوية من المال والأثاث والجاه، يقال: زانه كذا، وزينه: إذا أظهر حسنه؛ إما بالفعل؛ أو بالقول، وقد نسب الله تعالى التزيين في مواضع إلى نفسه، وفي مواضع إلى الشيطان، وفي مواضع ذكره غير مسمى فاعله، فمما نسبه إلى نفسه قوله في الإيمان: ﴿وزينه في قلوبكم﴾ [الحجرات/٧]، وفي الكفر قوله: ﴿زينا لهم أعمالهم﴾ [النمل/٤]، ﴿زينا لكل أمة عملهم﴾ [الأنعام/١٠٨]، ومما نسبه إلى الشيطان قوله: ﴿وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم﴾ [الأنفال/٤٨]، وقوله تعالى: ﴿لأزينن لهم في الأرض﴾ [الحجر/٣٩]، ولم يذكر المفعول لأن المعنى مفهوم. ومما لم يسم فاعله قوله عز وجل: ﴿زين للناس حب الشهوات﴾ [آل عمران/١٤]، ﴿زين لهم سوء أعمالهم﴾ [التوبة/٣٧]، وقال: ﴿زين للذين كفروا الحياة الدنيا﴾ [البقرة/٢١٢]، وقوله: ﴿زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركائهم﴾ (سورة الأنعام آية ١٣٧، وهذه قراءة ابن عامر الشامي، برفع (قتل) ونصب (أولادهم) وخفض (شركائهم).