- سل الشيء من الشيء: نزعه، كسل السيف من الغمد، وسل الشيء من البيت على سبيل السرقة، وسل الولد من الأب، ومنه قيل للولد سليل. قال تعالى: -ayah text-primary">﴿يتسللون منكم لواذا﴾ [النور/٦٣]، وقوله تعالى: -ayah text-primary">﴿من سلالة من طين﴾ [المؤمنون/١٢]، أي: من الصفو الذي يسل من الأرض، وقيل: السلالة كناية عن النطفة تصور دونه صفو ما يحصل منه. والسل (يقال: السل والسل والسلال) : مرض ينزع به اللحم والقوة، وقد أسله الله، وقوله عليه السلام: (لا إسلال ولا إغلال) (الحديث أخرجه أبو داود في الجهاد برقم ١٥٦؛ وأحمد في مسنده ٤/٣٢٥ في حديث صلح الحديبية؛ والسهيلي في الروض الأنف ٤/٢٨). وتسلسل الشيء اضطرب، كأنه تصور منه تسلل متردد، فردد لفظه تنبيها على تردد معناه، ومنه السلسلة، قال تعالى: -ayah text-primary">﴿في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا﴾ [الحاقة/٣٢]، وقال تعالى: -ayah text-primary">﴿سلاسل وأغلالا وسعيرا﴾ [الإنسان/٤]، وقال: -ayah text-primary">﴿والسلاسل يسحبون﴾ [غافر/٧١]، وروي: (يا عجبا لقوم يقادون إلى الجنة بالسلاسل) (الحديث عن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال: (عجب الله من قوم يدخلون الجنة في السلاسل) أخرجه البخاري في الجهاد ٦/١٤٥؛ وأبو داود (٢٦٧٧) ؛ وانظر: شرح السنة ١١/٧٦). وماء سلسل: متردد في مقره حتى صفا، قال الشاعر:
*أشهى إلي من الرحيق السلسل*
*** (هذا عجز بيت، وشطره:
*أم لا سبيل إلى الشباب، وذكره*
وهو لأبي كبير الهذلي، في شرح أشعار الهذليين ٣/١٠٦٩؛ واللسان (سلسل) ؛ وتفسير القرطبي ١٩/٢٦٣)
وقوله تعالى: ﴿سلسبيلا﴾ [الإنسان/١٨]، أي: سهلا لذيذا سلسا حديد الجرية، وقيل: هو اسم عين في الجنة، وذكر بعضهم أن ذلك مركب من قولهم: سل سبيلا (الذي ذكر هذا هو أبو نصر الحدادي السمرقندي في كتابه المدخل لعلم تفسير كتاب الله تعالى، وقد طبع بتحقيقنا، فليراجع فيه ما كتبناه على ذلك، وقد نسبه المؤلف فيه لعلي بن أبي طالب انظر: المدخل ص ١٠٦؛ وانظر: غريب القرآن لابن قتيبة ص ٤.


الصفحة التالية
Icon