وقيل: السلام اسم من أسماء الله تعالى (انظر: الأسماء والصفات للبيهقي ص ٥٣، والمقصد الأسنى للغزالي ص ٤٧)، وكذا قيل في قوله: ﴿لهم دار السلام﴾ [الأنعام/١٢٧]، و: ﴿السلام المؤمن المهيمن﴾ [الحشر/٢٣]، قيل: وصف بذلك من حيث لا يلحقه العيوب والآفات التي تلحق الخلق، وقوله: ﴿سلام قولا من رب رحيم﴾ [يس/ ٥٨]، ﴿سلام عليكم بما صبرتم﴾ [الرعد/٢٤]، ﴿سلام على آل ياسين﴾ (سورة الصافات: آية ١٣٠، وهي قراءة نافع وابن عامر ويعقوب.
انظر: الإتحاف ص ٣٧٠) كل ذلك من الناس بالقول، ومن الله تعالى بالفعل، وهو إعطاء ما تقدم ذكره مما يكون في الجنة من السلامة، وقوله: ﴿وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما﴾ [الفرقان/٦٣]، أي: نطلب منكم السلامة، فيكون قوله (سلاما) نصبا بإضمار فعل، وقيل: معناه: قالوا سلاما، أي: سدادا من القول، فعلى هذا يكون صفة لمصدر محذوف.
وقوله تعالى: ﴿إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما قال سلام﴾ [الذاريات/٢٥]، فإنما رفع الثاني؛ لأن الرفع في باب الدعاء أبلغ (قال ابن القيم: إن سلام الملائكة تضمن جملة فعلية؛ لأن نصب السلام يدل على: سلمنا عليك سلاما، وسلام إبراهيم تضمن جملة اسمية؛ لأن رفعه يدل على أن المعنى: سلام عليكم، والجملة الاسمية تدل على الثبوت والتقرر، والفعلية تدل على الحدوث والتجدد، فكان سلامه عليهم أكمل من سلامهم عليه. انظر: بدائع الفوائد ٢/١٥٧)، فكأنه تحرى في باب الأدب المأمور به في قوله: ﴿وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها﴾ [النساء/٨٦]، ومن قرأ ﴿سلم﴾ (وهي قراءة حمزة والكسائي.


الصفحة التالية
Icon