انظر: الإتحاف ص ٣٩٩) فلأن السلام لما كان يقتضي السلم، وكان إبراهيم عليه السلام قد أوجس منهم خيفة، فلما رآهم مسلمين تصور من تسليمهم أنهم قد بذلوا له سلما، فقال في جوابهم: (سلم)، تنبيها أن ذلك من جهتي لكم كما حصل من جهتكم لي. وقوله تعالى: ﴿لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما إلا قليلا سلاما سلاما﴾ [الواقعة/ ٢٥ - ٢٦]، فهذا لا يكون لهم بالقول فقط، بل ذلك بالقول والفعل جميعا. وعلى ذلك قوله تعالى: ﴿فسلام لك من أصحاب اليمين﴾ [الواقعة/٩١]، وقوله: ﴿وقل سلام﴾ [الزخرف/٨٩]، فهذا في الظاهر أن تسلم عليهم، وفي الحقيقة سؤال الله السلامة منهم، وقوله تعالى: ﴿سلام على نوح في العالمين﴾ [الصافات/٧٩]، ﴿سلام على موسى وهرون﴾ [الصافات/١٢٠]، ﴿سلام على إبراهيم﴾ [الصافات/١٠٩]، كل هذا تنبيه من الله تعالى أنه جعلهم بحيث يثنى عليهم، ويدعى لهم.


الصفحة التالية
Icon