وقال تعالى: ﴿فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم﴾ [النور/٦١]، أي: ليسلم بعضكم على بعض. والسلام والسلم والسلم: الصلح قال: ﴿ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلم لست مؤمنا﴾ (وهي قراءة نافع وابن عامر وحمزة وأبي جعفر وخلف. الإتحاف ١٩٣) [النساء/٩٤]، وقيل: نزلت فيمن قتل بعد إقراره بالإسلام ومطالبته بالصلح (راجع: الدر المنثور ٢/٦٣٢ - ٦٣٤) وقوله تعالى: ﴿يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة﴾ [البقرة/٢٠٨]، ﴿وإن جنحوا للسلم﴾ [الأنفال/٦١]، وقرئ: ﴿للسلم﴾ (وهي قراءة الجميع إلا شعبة. انظر: إرشاد المبتدي وتذكرة المنتهي ص ٣٤٨) بالفتح، وقرئ: ﴿وألقوا إلى الله يومئذ السلم﴾ (سورة النحل: آية ٨٧، وهي قراءة حفص)، وقال ﴿يدعون إلى السجود وهم سالمون﴾ [القلم/٤٣]، أي: مستسلمون، وقوله: ﴿ورجلا سالما لرجل﴾ (سورة الزمر آية ٢٩، وهي قراءة ابن كثير وأبي عمرو ويعقوب. ) وقرئ ﴿سلما﴾ و (سلما) (وقرأ الباقون ﴿سلما﴾، أما قراءة (سلما) فهي شاذة، قرأ بها سعيد بن جبير. انظر: الإتحاف ٣٧٥؛ والبحر المحيط ٧/٤٢٤)، وهما مصدران، وليسا بوصفين كحسن ونكد. يقول: سلم سلما وسلما، وربح ربحا وربحا. وقيل: السلم اسم بإزاء حرب، والإسلام: الدخول في السلم، وهو أن يسلم كل واحد منهما أن يناله من ألم صاحبه، ومصدر أسلمت الشيء إلى فلان: إذا أخرجته إليه، ومنه: السلم في البيع. والإسلام في الشرع على ضربين:
أحدهما: دون الإيمان، وهو الاعتراف باللسان، وبه يحقن الدم، حصل معه الاعتقاد أو لم يحصل، وإياه قصد بقوله: ﴿قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا﴾ [الحجرات/١٤].
والثاني: فوق الإيمان، وهو أن يكون مع الاعتراف اعتقاد بالقلب، ووفاء بالفعل، واستسلام لله في جميع ما قضى وقدر، كما ذكر عن إبراهيم عليه السلام في قوله: ﴿إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين﴾ [البقرة/ ١٣١]، وقوله تعالى: ﴿إن الدين عند الله الإسلام﴾ [آل عمران/١٩].


الصفحة التالية
Icon