وقوله: ﴿توفني مسلما﴾ [يوسف/١٠١]، أي: اجعلني ممن استسلم لرضاك، ويجوز أن يكون معناه: اجعلني سالما عن أسر الشيطان حيث قال: ﴿لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين﴾ [الحجر/٤٠]، وقوله: ﴿إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون﴾ [النمل/٨١]، أي: منقادون للحق مذعنون له.
وقوله: ﴿يحكم بها النبيون الذين أسلموا﴾ [المائدة/٤٤]، أي: الذين انقادوا من الأنبياء الذين ليسوا من العزم لأولي العزم الذين يهتدون بأمر الله، ويأتون بالشرائع. والسلم: ما يتوصل به إلى الأمكنة العالية، فيرجى به السلامة، ثم جعل اسما لكل ما يتوصل به إلى شيء رفيع كالسبب، قال تعالى: ﴿أم لهم سلم يستمعون فيه﴾ [الطور/٣٨]، وقال: ﴿أو سلما في السماء﴾ [الأنعام/٣٥]، وقال الشاعر:
* ولو نال أسباب السماء بسلم*
(هذا عجز بيت لزهير بن أبي سلمى، وشطره:
ومن هاب أسباب المنايا ينلنه
وهو في ديوانه ص ٨٧)
والسلم والسلام: شجر عظيم، كأنه سمي لاعتقادهم أنه سليم من الآفات، والسلام: الحجارة الصلبة.
سلا
- قال تعالى: ﴿وأنزلنا عليكم المن والسلوى﴾ [البقرة/٥٧]، أصلها ما يسلي الإنسان، ومنه: السلوان والتسلي، وقيل: السلوى: طائر كالسماني. قال ابن عباس: المن الذي يسقط من السماء، والسلوى: طائر (أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ١/١٧٨، وسنده ضعيف، وابن قتيبة في غريب القرآن ص ٥٠)، قال بعضهم: أشار ابن عباس بذلك إلى ما رزق الله تعالى عبادة من اللحوم والنبات وأورد بذلك مثالا، وأصل السلوى من التسلي، يقال: سليت عن كذا، وسلوت عنه وتسليت: إذا زال عنك محبته. قيل: والسلوان: ما يسلي، وكانوا يتداوون من العشق بخرزة يحكونها ويشربونها، ويسمونها السلوان.
سمم


الصفحة التالية
Icon