المتولي للجماعة أن يكون مهذب النفس قيل لكل من كان فاضلا في نفسه سيد. وعلى ذلك قوله: ﴿وسيدا وحصورا﴾ [آل عمران/٣٩]، وقوله: ﴿وألفيا سيدها﴾ [يوسف/٢٥]، فسمي الزوج سيدا لسياسة زوجته، وقوله: ﴿ربنا إنا أطعنا سادتنا﴾ [الأحزاب/٦٧]، أي: ولاتنا وسائسينا.
سار
- السير: المضي في الأرض، ورجل سائر، وسيار، والسيارة: الجماعة، قال تعالى: ﴿وجاءت سيارة﴾ [يوسف/١٩]، يقال: سرت، وسرت بفلان، وسرته أيضا، وسيرته على التكثير، فمن الأول قوله: ﴿أفلم يسيروا﴾ [الحج/ ٤٦]، ﴿قل سيروا﴾ [الأنعام/١١]، ﴿سيروا فيها ليالي﴾ [سبأ/١٨]، ومن الثاني قوله: ﴿سار بأهله﴾ [القصص/٢٩]، ولم يجئ في القرآن القسم الثالث، وهو سرته. والرابع قوله: ﴿وسيرت الجبال﴾ [النبأ/٢٠]، ﴿هو الذي يسيركم في البر والبحر﴾ [يونس/٢٢]، وأما قوله: ﴿سيروا في الأرض﴾ [النمل/٦٩] فقد قيل: حث على السياحة، في الأرض بالجسم، وقيل: حث على إجالة الفكر، ومراعاة أحواله كما روي في الخبر أنه قيل في وصف الأولياء: (أبدانهم في الأرض سائرة وقلوبهم في الملكوت جائلة) (لم أجده)، ومنهم من حمل ذلك على الجد في العبادة المتوصل بها إلى الثواب، وعلى ذلك حمل قوله عليه السلام: (سافروا تغنموا) (الحديث عن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال: (سافروا تربحوا، وصوموا تصحوا، واغزوا تغنموا) أخرجه أحمد في مسنده ٢/٣٨٠. وأخرجه الطبراني بلفظ: (اغزوا تغنموا، وصوموا تصحوا، وسافروا تستغنوا). وللطبراني والحاكم عن ابن عباس مرفوعا: (سافروا تصحوا وتغنموا). انظر: كشف الخفاء ١/٤٤٥)، والتسيير ضربان:
أحدهما: بالأمر، والاختيار، والإرادة من السائر نحو: ﴿وهو الذي يسيركم﴾ [يونس/٢٢].