والثاني: بالقهر والتسخير كتسخير الجبال ﴿وإذا الجبال سيرت﴾ [الكتوير/٣]، وقوله: ﴿وسيرت الجبال﴾ [النبأ/٢٠]، والسيرة: الحالة التي يكون عليها الإنسان وغيره، غريزيا كان أو مكتسبا، يقال: فلان له سيرة حسنة، وسيرة قبيحة، وقوله: ﴿سنعيدها سيرتها الأولى﴾ [طه/٢١]، أي: الحالة التي كانت عليها من كونها عودا.
سور
- السور: وثوب مع علو، ويستعمل في الغضب، وفي الشراب، يقال: سورة الغضب، وسورة الشراب، وسرت إليك، وساورني فلان، وفلان سوار: وثاب. والإسوار من أساورة الفرس أكثر ما يستعمل في الرماة، ويقال: هو فارسي معرب. وسوار المرأة معرب، وأصله دستورا (انظر: تاج العروس (سور) ؛ وعمدة الحفاظ: سور)، وكيفما كان فقد استعملته العرب، واشتق منه: سورت الجارية، وجارية مسورة ومخلخلة، قال: ﴿لولا ألقي عليه أسورة من ذهب﴾ [الزخرف/٥٣]، ﴿وحلوا أساور من فضة﴾ [الإنسان/٢١]، واستعمال الأسورة في الذهب، وتخصيصها بقوله: (ألقي)، واستعمال أساور في الفضة وتخصيصه بقوله: ﴿حلوا﴾ (قال إسماعيل حقي: قوله: ﴿وحلوا﴾ فيه تعظيم لهم بالنسبة إلى أن يقال: وتحلوا. انظر: روح البيان ١٠/٢٧٥ وقال: وإلقاء الأسورة كناية عن إلقاء مقاليد الملك، أي: أسبابه التي هي كالمفاتيح له.
وكانوا إذا سودوا رجلا سوروه وطوقوه بطوق من ذهب علما على رئاسته، ودلالة لسيادته. انظر: روح البيان ٨/٣٧٩) فائدة ذلك تختص بغير هذا الكتاب. والسورة: المنزلة الرفيعة، قال الشاعر:
*ألم تر أن الله أعطاك سورة ** ترى كل ملك دونها يتذبذب *
(البيت للنابغة الذبياني في ديوانه ص ١٨)


الصفحة التالية
Icon