اوقيل: الساعات التي هي القيامة ثلاثة: الساعة الكبرى، هي بعث الناس للمحاسبة وهي التي أشار إليها بقوله عليه السلام: (لا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش والتفحش وحتى يعبد الدرهم والدينار) (الحديث أخرجه أحمد عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش والتفاحش وقطيعة الرحم وسوء المجاورة) انظر: المسند ٢/١٦٢) إلى غير ذلك وذكر أمور لم تحدث في زمانه ولا بعده. والساعة الوسطى، وهي موت أهل القرن الواحد وذلك نحو ما روي أنه رأى عبد الله بن أنيس فقال: (إن يطل عمر هذا الغلام لم يمت حتى تقوم الساعة) (الحديث عن أنس بن مالك أن رجلا قال: يا رسول الله متى تقوم الساعة؟ وعنده غلام من الأنصار يقال له محمد، فقال: (إن يعش هذا فعسى أن لا يدركه الهرم حتى تقوم الساعة). أخرجه أحمد في مسنده ٣/٢٧٠؛ ومسلم برقم ٢٢٦٩؛ والبخاري في الأدب، فتح الباري ١٠/٥٥٣ واسم الغلام محمد) فقيل: إنه آخر من مات من الصحابة، والساعة الصغرى، وهي موت الإنسان، فساعة كل إنسان موته، وهي المشار إليها بقوله: ﴿قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله حتى إذا جاءتهم الساعة بغتة﴾ [الأنعام/٣١]، ومعلوم أن هذه الحسرة تنال الإنسان عند موته لقوله: {وأنفقوا مما رزقناكم من قبل