وأما قوله عز وجل: ﴿وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا﴾ [الزخرف/١٩] فلزعم الذين قالوا: إن الملائكة بنات الله.
أنس
- الإنس: خلاف الجن، والأنس: خلاف النفور، والإنسي منسوب إلى الإنس يقال ذلك لمن كثر أنسه، ولكل ما يؤنس به، ولهذا قيل: إنسي الدابة للجانب الذي يلي الراكب (الغريب المصنف ورقة ٧٣، مخطوطة تركيا)، وإنسي القوس: للجانب الذي يقبل على الرامي.
والإنسي من كل شيء: ما يلي الإنسان، والوحشي: ما يلي الجانب الآخر له.
وجمع الإنس أناسي، قال الله تعالى: ﴿وأناسي كثيرا﴾ [الفرقان/٤٩].
وقيل ابن إنسك للنفس (راجع: المجمل ١/١٠٤)، وقوله عز وجل: ﴿فإن آنستم منهم رشدا﴾ [النساء/٦] أي: أبصرتم أنسا بهم، و ﴿آنست نارا﴾ [طه/١٠]، وقوله: ﴿حتى تستأنسوا﴾ [النور/٢٧] أي: تجدوا إيناسا.
والإنسان قيل: سمي بذلك لأنه خلق خلقه لا قوام له إلا بإنس بعضهم ببعض، ولهذا قيل: الإنسان مدني بالطبع، من حيث لا قوام لبعضهم إلا ببعض، ولا يمكنه أن يقوم بجميع أسبابه، وقيل: سمي بذلك لأنه يأنس بكل ما يألفه (المقتضب ٤/١٣)، وقيل: هو إفعلان، وأصله: إنسيان، سمي بذلك لأنه عهد الله إليه فنسي.
أنف
- أصل الأنف: الجارحة، ثم يسمى به طرف الشيء وأشرفه، فيقال: أنف الجبل وأنف اللحية (راجع: أساس البلاغة ص ١١؛ والمجمل ١/١٠٤؛ والعباب (أنف) ص ٣٣)، ونسب الحمية والغضب والعزة والذلة إلى الأنف حتى قال الشاعر:

- ٣١ - إذا غضبت تلك الأنوف لم أرضها ولم أطلب العتبى ولكن أزيدها
(البيت في محاضرات الراغب ١/٣١٥ دون نسبة، وسيكرر ثانية، وهو في مجمع البلاغة للمؤلف ١/٥٢٤)
وقيل: شمخ فلان بأنفه: للمتكبر، وترب أنفه للذليل، وأنف فلان من كذا بمعنى استنكف، وأنفته: أصبت أنفه. وحتى قيل الأنفة: الحمية واستأنفت الشيء: أخذت أنفه، أي: مبدأه، ومنه قوله عز وجل: ﴿ماذا قال آنفا﴾ [محمد/١٦] أي: مبتدأ.
أنمل


الصفحة التالية
Icon