والثاني: ما قيض له من الدين وأمره به ليتحراه اختيارا مما تختلف فيه الشرائع، ويعترضه النسخ، ودل عليه قوله: ﴿ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها﴾ [الجاثية/١٨]. قال ابن عباس: الشرعة: ما ورد به القرآن، والمنهاج ما ورد به السنة (انظر: البصائر ٣/٣٠٩؛ وتفسير الماوردي ١/٥١)، وقوله تعالى: ﴿شرع لكم من الدين ما وصى بها نوحا﴾ [الشورى/ ١٣]. فإشارة إلى الأصول التي تتساوى فيها الملل، فلا يصح عليها النسخ كمعرفة الله تعالى: ونحو ذلك من نحو ما دل عليه قوله: ﴿ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر﴾ [النساء/١٣٦]. قال بعضهم: سميت الشريعة تشبيها بشريعة الماء (وهذا قول الليث بن المظفر، وهو الذي نحل الخليل بن أحمد تأليف كتاب العين، وقيل: هو أكمله. انظر: اللسان (شرع) ؛ والعين ١/٢٥٢) من حيث إن من شرع فيها على الحقيقة المصدوقة روي وتطهر، قال: وأعني بالري ما قال بعض الحكماء: كنت أشرب فلا أروى، فلما عرفت الله تعالى رويت بلا شرب. وبالتطهر ما قال تعالى: ﴿إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا﴾ [الأحزاب/٣٣]، وقوله تعالى: ﴿إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا﴾ [الأعراف/١٦٣]، جمع شارع. وشارعة الطريق جمعها: شوارع، وأشرعت الرمح قبله، وقيل: شرعته فهو مشروع، وشرعت السفينة: جعلت لها شراعا ينقذها، وهم في هذا الأمر شرع، أي: سواء. أي: يشرعون فيه شروعا واحدا. و (شرعك) من رجل زيد، كقولك: حسبك. أي: هو الذي تشرع في أمره، أو تشرع به في أمرك، والشرع خص بما يشرع من الأوتار على العود.
شرق
- شرقت الشمس شروقا: طلعت، وقيل: لا أفعل ذلك ما ذر شارق (يقال: لا أفعل ذلك ما ذر شارق، وما در بارق.
ذر: طلع، ودر: سال بالمطر.
انظر: أساس البلاغة ص ٢٣٤؛ والبصائر ٣/٣١١؛ والمجمل ٢/٥٢٧)، وأشرقت: أضاءت. قال الله: ﴿بالعشي والإشراق﴾ [ص/١٨] أي: وقت الإشراق.


الصفحة التالية
Icon