فكأن الشك الخرق في الشيء، وكونه بحيث لا يجد الرأي مستقرا يثبت فيه ويعتمد عليه. ويصح أن يكون مستعارا من الشك، وهو لصوق العضد بالجنب، وذلك أن يتلاصق النقيضان فلا مدخل للفهم والرأي؛ لتخلل ما بينهما، ويشهد لهذا قولهم: التبس الأمر، واختلط، وأشكل، ونحو ذلك من الاستعارات. والشكة: السلاح الذي به يشك، أي: يفصل.
شكر
- الشكر: تصور النعمة وإظهارها، قيل: وهو مقلوب عن الكشر، أي: الكشف، ويضاده الكفر، وهو: نسيان النعمة، وسترها، ودابة شكور: مظهرة بسمنها إسداء صاحبها إليها، وقيل: أصله من عين شكرى، أي: ممتلئة، فالشكر على هذا هو الامتلاء من ذكر المنعم عليه. والشكر ثلاثة أضرب:
شكر القلب، وهو تصور النعمة.
وشكر اللسان، وهو الثناء على المنعم.
وشكر سائر الجوارح، وهو مكافأة النعمة بقدر استحقاقه.
وقوله تعالى: ﴿اعملوا آل داود شكرا﴾ [سبأ/١٣]، فقد قيل (شكرا) انتصب على التمييز (وتبعه الفيروزآبادي على هذا في البصائر ٢/٣٣٥. وقال النحاس: ونصب (شكرا) عند أبي إسحق من وجهين:
أحدهما: اعملوا للشكر، أي: لتشكروا الله عز وجل.


الصفحة التالية
Icon