راجع: مفتاح دار السعادة ١/٤٨)، وهذه الشهادة تختص بأهل العلم، فأما الجهال فمعبدون منها، ولذلك قال في الكفار: ﴿ما أشهدتهم خلق السموات والأرض ولا خلق أنفسهم﴾ [الكهف/٥١]، وعلى هذا نبه بقوله: ﴿إنما يخشى الله من عباده العلماء﴾ [فاطر/٢٨]، وهؤلاء هم المعنيون بقوله: ﴿والصديقين والشهداء والصالحين﴾ [النساء/٦٩]، وأما الشهيد فقد يقال للشاهد، والمشاهد للشيء، وقوله: ﴿معها سائق وشهيد﴾ [ق/٢١]، أي: من شهد له وعليه، وكذا قوله: ﴿فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا﴾ [النساء /٤١]، وقوله: ﴿أو ألقى السمع وهو شهيد﴾ [ق/٣٧]، أي: يشهدون ما يسمعونه بقلوبهم على ضد من قيل فيهم: ﴿أولئك ينادون من مكان بعيد﴾ [فصلت/٤٤]، وقوله: ﴿أقم الصلاة﴾ (الآية: ﴿أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر، إن قرآن الفجر كان مشهودا﴾ سورة الإسراء: آية ٧٨)، إلى قوله: ﴿مشهودا﴾ (الآية: ﴿أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر، إن قرآن الفجر كان مشهودا﴾ سورة الإسراء: آية ٧٨) أي: يشهد صاحبه الشفاء والرحمة، والتوفيق والسكينات والأرواح المذكورة في قوله: ﴿وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين﴾ [الإسراء/٨٢]، وقوله: ﴿وادعوا شهداءكم﴾ [البقرة/٢٣]، فقد فسر بكل ما يقتضيه معنى الشهادة، قال ابن عباس: معناه أعوانكم (انظر: تفسير الماوردي ١/٧٧؛ والبصائر ٣/٣٥٣)، وقال مجاهد: الذين يشهدون لكم، وقال بعضهم: الذين يعتد بحضورهم ولم يكونوا كمن قيل: فيهم شعر:
*مخلفون ويقضي الله أمرهمو**وهم بغيب وفي عمياء ما شعروا*
(البيت للأخطل في ديوانه ص ١٠٩.
وهو في البصائر ٣/٣٥٣ دون نسبة؛ وعجزه في مقدمة جامع التفاسير للمؤلف ص ١٥٥؛ ولم يعرفه المحقق) [استدراك]


الصفحة التالية
Icon