وقد حمل على هذه الوجوه قوله: ﴿ونزعنا من كل أمة شهيدا﴾ [القصص/٧٥]، وقوله: ﴿وإنه على ذلك لشهيد﴾ [العاديات/٧]، ﴿أنه على كل شيء شهيد﴾ [فصلت/٥٣]، ﴿وكفى بالله شهيدا﴾ [النساء/٧٩]، فإشارة إلى قوله: ﴿لا يخفى على الله منهم شيء﴾ [غافر/١٦]، وقوله: ﴿يعلم السر وأخفى﴾ [طه/٧]، ونحو ذلك مما نبه على هذا النحو، والشهيد: هو المحتضر، فتسميته بذلك لحضور الملائكة إياه إشارة إلى ما قال: ﴿تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا... ﴾ الآية [فصلت/٣٠]، قال: ﴿والشهداء عند ربهم لهم أجرهم﴾ [الحديد/١٩]، أو لأنهم يشهدون في تلك الحالة ما أعد لهم من النعيم، أو لأنهم تشهد أرواحهم عند الله كما قال: ﴿ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون *** فرحين بما آتاهم الله من فضله﴾ [آل عمران/١٦٩ - ١٧٠]، وعلى هذا دل قوله: ﴿والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم﴾، وقوله: ﴿وشاهد ومشهود﴾ [البروج/٣]، قيل: المشهود يوم الجمعة (أخرج الترمذي والبيهقي وغيرهما عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اليوم الموعود يوم القيامة، واليوم المشهود يوم عرفة، والشاهد يوم الجمعة). انظر: الدر المنثور ٨/٤٦٣؛ وعارضة الأحوذي ١٢/٢٣٧)، وقيل: يوم عرفة، ويوم القيامة، وشاهد: كل من شهده، وقوله: ﴿يوم مشهود﴾ [هود/١٠٣]، أي: مشاهد تنبيها أن لا بد من وقوعه، والتشهد هو أن يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله، وصار في التعارف اسما للتحيات المقروءة في الصلاة، وللذكر الذي يقرأ ذلك فيه.
شهر


الصفحة التالية
Icon