انظر: مجمع الزوائد ٣/١٩٩؛ والمسند ٥/١٥٤)، وقوله تعالى: ﴿فما أصبرهم على النار﴾ [البقرة/١٧٥]، قال أبو عبيدة (انظر: مجاز القرآن ١/٦٤؛ ومعاني القرآن للفراء ١/١٠٣) : إن ذلك لغة بمعنى الجرأة، واحتج بقول أعرابي قال لخصمه: ما أصبرك على الله، وهذا تصور مجاز بصورة حقيقة؛ لأن ذلك معناه: ما أصبرك على عذاب الله في تقديرك إذا اجترأت على ارتكاب ذلك، وإلى هذا يعود قول من قال: ما أبقاهم على النار، وقول من قال (انظر معاني القرآن وإعرابه للزجاج ١/٢٤٥) : ما أعملهم بعمل أهل النار، وذلك أنه قد يوصف بالصبر من لا صبر له في الحقيقة اعتبارا بحال الناظر إليه، واستعمال التعجب في مثله اعتبار بالخلق لا بالخالق، وقوله تعالى: ﴿اصبروا وصابروا﴾ [آل عمران/٢٠٠]، أي: احبسوا أنفسكم على العبادة وجاهدوا أهواءكم، وقوله: ﴿واصطبر لعبادته﴾ [مريم/٦٥]، أي: تحمل الصبر بجهدك، وقوله: ﴿أولئك يجزون الغرفة بما صبروا﴾ [الفرقان/٧٥]، أي: بما تحملوا من الصبر في الوصول إلى مرضاة الله، وقوله: ﴿فصبر جميل﴾ [يوسف/١٨]، معناه: الأمر والحث على ذلك، والصبور: القادر على الصبر، والصبار يقال: إذا كان فيه ضرب من التكلف والمجاهدة، قال: ﴿إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور﴾ [الشورى/٣٣]، ويعبر عن الانتظار بالصبر لما كان حق الانتظار أن لا ينفك عن الصبر بل هو نوع من الصبر، قال: ﴿فاصبر لحكم ربك﴾ [الطور/٤٨]، أي: انتظر حكمة لك على الكافرين.
صبغ