- الصعود: الذهاب في المكان العالي، والصعود والحدور لمكان الصعود والانحدار، وهما بالذات واحد، وإنما يختلفان بحسب الاعتبار بمن يمر فيهما، فمتى كان المار صاعدا يقال لمكانه: صعود، وإذا كان منحدرا يقال لمكانه: حدور، والصعد والصعيد والصعود في الأصل واحد، لكن الصعود والصعد يقال للعقبة، ويستعار لكل شاق. قال تعالى: -ayah text-primary">﴿ومن يعرض عن ذكر ربه يسلكه عذابا صعدا﴾ [الجن/١٧]، أي: شاقا، وقال: -ayah text-primary">﴿سأرهقه صعودا﴾ [المدثر/١٧]، أي: عقبة شاقة، والصعيد يقال لوجه الأرض، قال: -ayah text-primary">﴿فتيمموا صعيد طيبا﴾ [النساء/٤٣]، وقال بعضهم: الصعيد يقال للغبار الذي يصعد من الصعود (وهذا قول الشافعي، فعنده لا يقع اسم صعيد إلا على تراب ذي غبار. انظر: اللسان (صعد) )، ولهذا لابد للمتيمم أن يعلق بيده غبار، وقوله: -ayah text-primary">﴿كأنما يصعد في السماء﴾ [الأنعام/١٢٥]، أي: يتصعد. وأما الإصعاد فقد قيل: هو الإبعاد في الأرض، سواء كان ذلك في صعود أو حدور. وأصله من الصعود، وهو الذهاب إلى الأمكنة المرتفعة، كالخروج من البصرة إلى نجد، وإلى الحجاز، ثم استعمل في الإبعاد وإن لم يكن فيه اعتبار الصعود، كقولهم: تعال؛ فإنه في الأصل دعاء إلى العلو صار أمرا بالمجيء، سواء كان إلى أعلى، أو إلى أسفل. قال تعالى: -ayah text-primary">﴿إذ تصعدون ولا تلوون على أحد﴾ [آل عمران/١٥٣]، وقيل: لم يقصد بقوله: -ayah text-primary">﴿إذ تصعدون﴾ إلى الإبعاد في الأرض وإنما أشار به إلى علوهم فيما تحروه وأتوه، كقولك: أبعدت في كذا، وارتقيت فيه كل مرتقى، وكأنه قال: إذ بعدتم في استشعار الخوف، والاستمرار على الهزيمة. واستعير الصعود لما يصل من العبد إلى الله، كما استعير النزول لما يصل من الله إلى العبد، فقال سبحانه: -ayah text-primary">﴿إليه يصعد الكلم الطيب﴾ [فاطر/١٠]، وقوله: -ayah text-primary">﴿يسلكه عذابا صعدا﴾ [الجن/١٧]، أي: شاقا، يقال: تصعدني كذا، أي: شق علي. قال عمر: ما تصعدني أمر ما تصعدني خطبة النكاح (قيل: إنما تصعب عليه لقرب الوجوه من الوجوه، ونظر بعضهم إلى بعض،