- التأويل من الأول، أي: الرجوع إلى الأصل، ومنه: الموئل للموضع الذي يرجع إليه، وذلك هو رد الشيء إلى الغاية المرادة منه، علما كان أو فعلا، ففي العلم نحو: -ayah text-primary">﴿وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم﴾ [آل عمران/٧]، وفي الفعل كقول الشاعر:
*وللنوى قبل يوم البين تأويل*
(العجز لعبدة بن الطبيب وأوله:
*وللأحبة أيام تذكرها*
من قصيدته المفضلية وهو في المفضليات ص ١٣٦).
وقوله تعالى: ﴿هل ينظرون إلا تأويله يوم يأتي تأويله﴾ [الأعراف/٥٣] أي: بيانه الذي غايته المقصودة منه.
وقوله تعالى: ﴿ذلك خير وأحسن تأويلا﴾ [النساء/٥٩] قيل: أحسن معنى وترجمة، وقيل: أحسن ثوابا في الآخرة.
والأول: السياسة التي تراعي مآلها، يقال: ألنا وإيل علينا (وهذا من كلام عمر بن الخطاب، وقاله زياد بن أبيه في خطبته أيضا. انظر نثر الدر ٢/٤٠، وأمثال أبي عبيد ص ١٠٦).
وأول قال الخليل (العين ٨/٣٦٨) : تأسيسه من همزة وواو ولام، فيكون فعل، وقد قيل: من واوين ولام، فيكون أفعل، والأول أفصح لقلة وجود ما فاؤه وعينه حرف واحد، كددن، فعلى الأول يكون من: آل يؤول، وأصله: آول، فأدغمت المدة لكثرة الكلمة.
وهو في الأصل صفة لقولهم في مؤنثة: أولى، نحو: أخرى.
فالأول: هو الذي يترتب عليه غيره، ويستعمل على أوجه:
أحدها: المتقدم بالزمان كقولك: عبد الملك أولا ثم المنصور.
الثاني: المتقدم بالرياسة في الشيء، وكون غيره محتذيا به. نحو: الأمير أولا ثم الوزير.
الثالث: المتقدم بالوضع والنسبة، كقولك للخارج من العراق: القادسية أولا ثم فيد، وتقول للخارج من مكة: فيد أولا ثم القادسية. الرابع: المتقدم بالنظام الصناعي، نحو أن يقال: الأساس أولا ثم البناء.


الصفحة التالية
Icon