وإذا قيل في صفة الله: هو الأول فمعناه: أنه الذي لم يسبقه في الوجود شيء (وقال الحليمي: الأول هو الذي لا قبل له. راجع الأسماء والصفات للبيهقي ص ٢٥)، وإلى هذا يرجع قول من قال: هو الذي لا يحتاج إلى غيره، ومن قال: هو المستغني بنفسه.
وقوله تعالى: ﴿وأنا أول المسلمين﴾ [الأنعام/١٦٣]، ﴿وأنا أول المؤمنين﴾ [الأعراف/١٤٣] فمعناه: أنا المقتدى بي في الإسلام والإيمان، وقال تعالى: ﴿ولا تكونوا أول كافر به﴾ [البقرة/٤١] أي: لا تكونوا ممن يقتدى بكم في الكفر. ويستعمل (أول) ظرفا فيبنى على الضم، نحو جئتك أول، ويقال: بمعنى قديم، نحو: جئتك أولا وآخرا، أي: قديما وحديثا. وقوله تعالى: ﴿أولى لك فأولى﴾ [القيامة/٣٤] كلمة تهديد (راجع: حروف المعاني للزجاجي ص ١٢) وتخويف يخاطب بها من أشرف على هلاك فيحث بها على التحرز، أو يخاطب بها من نجا ذليلا منه فينهى عن مثله ثانيا، وأكثر ما يستعمل مكررا، وكأنه حث على تأمل ما يؤول إليه أمره ليتنبه للتحرز منه.
أيم
- الأيامى: جمع أيم، وهي المرأة التي لا بعل لها، وقد قيل للرجل الذي لا زوج له، وبذلك على طريق التشبيه بالمرأة فيمن لا غناء عنه لا على التحقيق.
والمصدر: الأيمة، وقد آم الرجل وآمت المرأة، وتأيم وتأيمت، وامرأة أيمة ورجل أيم، والحرب مأيمة، أي: يفرق بين الزوج والزوجة، والأيم: الحية.
أين
- لفظ يبحث به عن المكان، كما أن (متى يبحث به عن الزمان، والآن: كل زمان مقدر بين زمانين ماض ومستقبل، نحو: أنا الآن أفعل كذا، وخص الآن بالألف واللام المعرف بهما ولزماه، وافعل كذا آونة، أي: وقتا بعد وقت، وهو من قولهم: الآن.
وقولهم: هذا أوان ذلك، أي: زمانه المختص به وبفعله.
قال سيبويه (راجع: أخباره في إنباه الرواة ٢/٣٤٦) رحمه الله تعالى: الآن آنك، أي: هذا الوقت وقتك.
وآن يؤون، قال أبو العباس (هو أحمد بن يحي، المعروف بثعلب، المتوفى سنة ٢٩١) رحمه الله: ليس من الأول، وإنما هو فعل على حدته.


الصفحة التالية
Icon