ومعناها: كل مجتهد في الفروع التي لا قاطع فيها مصيب في اجتهاده، وليست على إطلاقها، إذ لا يجوز أن يقال: كل مجتهد في الأصول الكلامية - أي: العقائد الدينية - مصيب؛ لأن ذلك يؤدي إلى تصويب أهل الضلالة من النصارى القائلين بالتثليث، والثنوية من المجوس في قولهم بالأصلين للعالم: النور والظلمة، والكفار في نفيهم التوحيد، وبعثة الرسل، والمعاد في الآخرة. انظر: لطائف الإشارات شرح منظومة الورقات في الأصول ص ٥٩؛ واللمع ص ٣٥٨)، وروي (المجتهد مصيب وإن أخطأ فهذا له أجر) (المروي في ذلك عن عمرو بن العاص أن النبي ﷺ قال: (إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران، وإن اجتهد فأخطأ فله أجر واحد) متفق عليه: البخاري ١٣/٣١٨ كتاب الاعتصام، مسلم (١٣٤٢) كتاب الأقضية) كما روي: (من اجتهد فأصاب فله أجران، ومن اجتهد فأخطأ فله أجر) (المروي في ذلك عن عمرو بن العاص أن النبي ﷺ قال: (إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران، وإن اجتهد فأخطأ فله أجر واحد) متفق عليه: البخاري ١٣/٣١٨ كتاب الاعتصام، مسلم (١٣٤٢) كتاب الأقضية).
والثالث: أن يقصد صوابا، فيتأتى منه خطأ لعارض من خارج، نحو من يقصد رمي صيد، فأصاب إنسانا، فهذا معذور.
والرابع: أن يقصد ما يقبح فعله، ولكن يقع منه خلاف ما يقصده، فيقال: أخطأ في قصده، وأصاب الذي قصده، أي: وجده، والصوب: الإصابة: يقال: صابه وأصابه، وجعل الصوب لنزول المطر إذا كان بقدر ما ينفع، وإلى هذا القدر من المطر أشار بقوله: ﴿وأنزلنا من السماء ماء بقدر﴾ [المؤمنون/١٨]، قال الشاعر:
*فسقى ديارك غير مفسدها * صوب الربيع وديمة تهمي*
(البيت لطرفة بن العبد، في ديوانه ص ٨٨؛ والبصائر ٣/٤٤٨)
والصيب: السحاب المختص بالصوب، وهو فيعل من: صاب يصوب، قال الشاعر:
*فكأنما صابت عليه سحابة*
(هذا شطر بيت، وعجزه:
*صواعقها ليرهن دبيب*
وهو لعلقمة بن عبدة من مفضليته التي مطلعها:


الصفحة التالية
Icon