وقد حمل قوله تعالى: ﴿وجدنا آباءنا على أمة﴾ [الزخرف/٢٢] على ذلك. أي: علماءنا الذين ربونا بالعلم بدلالة قوله تعالى: ﴿ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا﴾ [الأحزاب/٦٧].
وقيل في قوله: ﴿أن اشكر لي ولوالديك﴾ [لقمان/١٤] : إنه عنى الأب الذي ولده، والمعلم الذي علمه.
وقوله تعالى: ﴿ما كان محمد أبا أحد من رجالكم﴾ [الأحزاب/٤٠]، إنما هو نفي الولادة، وتنبيه أن التبني لا يجري مجرى البنوة الحقيقية.
وجمع الأب آباء وأبوة نحو: بعولة وخؤولة.
وأصل (أب) فعل (قال سيخنا العلامة أحمد الحسيني الشنقيطي في هذا المعنى:

فكوفة عندهم مسكن *** وبصرة لعكس ذاك ركنوا)، وقد أجري مجرى قفا وعصا في قول الشاعر:
في أب اختلافهم هل فعل أو هو بالسكون خلف نقلوا
*إن أباها وأبا أباها*
(هذا شطر بيت، وعجزه:
*قد بلغا في المجد غايتاها*
وفي المخطوطة البيت بتمامه ص ٢. وهو لأبي النجم العجلي، وهو في شرح ابن عقيل ١/٥١؛ وشفاء العليل بشرح التسهيل ١/١٢٠؛ وشرح المفصل ١/٥٣؛ وقيل: هو لرؤبة، في ملحقات ديوانه ص ١٦٨)
ويقال: أبوت القوم: كنت لهم أبا، أأبوهم، وفلان يأبو بهمه أي: يتفقدها تفقد الأب.
وزادوا في النداء فيه تاء، فقالوا: يا أبت (وهذه التاء عوض عن الياء، قال ابن مالك في الفيته:
وفي نداء أبت أمت عرض وافتح أو اكسر، ومن اليا التا عوض)
وقولهم: بأبأ الصبي، فهو حكاية صوت الصبي إذا قال: بابا (راجع لسان العرب (بأبأ) ١/٢٥، والمسائل الحلبيات ص ٣٢٦).
أبى
- الإباء: شدة الامتناع، فكل إباء امتناع وليس كل امتناع إباء.


الصفحة التالية
Icon