وعلى ذلك ما روي عن النبي عليه الصلاة والسلام: (لا تبادروني بالركوع والسجود فإني قد بدنت) (الحديث عن معاوية عن النبي ﷺ قال: (لا تبادروني بالركوع والسجود، فإنه مهما أسبقكم به إذا ركعت تدركوني إذا رفعت، ومهما أسبقكم به إذا سجدت تدركوني إذا رفعت، فإني قد بدنت)، ويروى (بدنت) الحديث حسن وقد أخرجه أحمد ٤/٩٢، وأبو داود (٦١٩) ؛ وابن ماجه (٩٦٣) ؛ وأخرجه ابن حبان (انظر: الإحسان في ترتيب صحيح ابن حبان ٣/٣٢٣). راجع شرح السنة ٣/٤١٥) أي: كبرت وأسننت، وقوله تعالى: ﴿فاليوم ننجيك ببدنك﴾ [يونس/٩٢] أي: بجسدك، وقيل يعني بدرعك، فقد يسمى الدرع بدنه لكونها على البدن، كما يسمى موضع اليد من القميص يدا، وموضع الظهر والبطن ظهرا وبطنا، وقوله تعالى: ﴿والبدن جعلناها لكم من شعائر الله﴾ [الحج/٣٦] هو جمع البدنة التي تهدى.
بدا
- بدا الشيء بدوا وبداء أي: ظهر ظهورا بينا، قال الله تعالى: ﴿وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون﴾ [الزمر/٤٧]، ﴿وبدا لهم سيئات ما كسبوا﴾ [الزمر/٤٨]، ﴿فبدت لهما سوآتهما﴾ [طه/١٢١].
والبدو: خلاف الحضر، قال تعالى: ﴿وجاء بكم من البدو﴾ [يوسف/١٠٠] أي: البادية، وهي كل مكان يبدو ما يعن فيهن أي: يعرض، ويقال للمقيم بالبادية: باد، كقوله تعالى: ﴿سواء العاكف فيه والباد﴾ [الحج/٢٥]، ﴿لو أنهم بادون في الأعراب﴾ [الأحزاب/٢٠].
بدأ
- يقال: بدأت بكذا وأبدأت وابتدأت، أي: قدمت، والبدء والابتداء: تقديم الشيء على غيره ضربا من التقديم. قال تعالى: ﴿وبدأ خلق الإنسان من طين﴾ [السجدة/٧]، وقال تعالى: ﴿كيف بدأ الخلق﴾ [العنكبوت/٢٠]، ﴿الله يبدأ الخلق﴾ [يونس/٣٤]، ﴿كما بدأكم تعودون﴾ [الأعراف/٢٩].
ومبدأ الشيء: هو الذي منه يتركب، أو منه يكون، فالحروف مبدأ الكلام، والخشب مبدأ الباب والسرير، والنواة مبدأ النخل، يقال للسيد الذي يبدأ به إذا عد السادات: بدء.