والله هو المبدئ المعيد (انظر: الأسماء والصفات ص ٩٥؛ والمقصد الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى للغزالي ص ١٠١)، أي: هو السبب في المبدأ والنهاية، ويقال: رجع عودة على بدئه، وفعل ذلك عائدا وبادئا، ومعيدا ومبدئا، وأبدأت من أرض كذا، أي: ابتدأت منها بالخروج، وقوله تعالى: ﴿بادئ الرأي﴾ [هود/٢٧] (وهذه قراءة أبي عمرو بن العلاء) أي: ما يبدأ من الرأي، وهو الرأي الفطير، وقرئ: ﴿بادي﴾ (وهي قراءة الجميع إلا أبا عمرو. راجع: الإتحاف ص ٢٥٥) بغير همزة، أي: الذي يظهر من الرأي ولم يرو فيه، وشيء بديء: لم يعهد من قبل كالبديع في كونه غير معمول قبل.
والبدأة: النصيب المبدأ به في القسمة (انظر: المجمل ١/١١٩)، ومنه قيل لكل قطعة من اللحم عظيمة بدء.
بذر
- التبذير: التفريق، وأصله إلقاء البذر وطرحه، فاستعير لكل مضيع لماله، فتبذير البذر: تضييع في الظاهر لمن لم يعرف مآل ما يلقيه. قال الله تعالى: ﴿إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين﴾ [الإسراء/٢٧]، وقال تعالى: ﴿ولا تبذر تبذيرا﴾ [الإسراء/٢٦].
بر
- البر خلاف البحر، وتصور منه التوسع فاشتق منه البر، أي: التوسع في فعل الخير، وينسب ذلك إلى الله تعالى تارة نحو: ﴿إنه هو البر الرحيم﴾ [الطور/٢٨]، وإلى العبد تارة، فيقال: بر العبد ربه، أي: توسع في طاعته، فمن الله تعالى الثواب، ومن العبد الطاعة. وذلك ضربان:
ضرب في الاعتقاد.
وضرب في الأعمال، وقد اشتمل عليه قوله تعالى: ﴿ليس البر أن تولوا وجوهكم﴾ [البقرة/١٧٧] وعلى هذا ما روي (أنه سئل عليه الصلاة والسلام عن البر، فتلا هذه الآية) (الحديث أخرجه ابن أبي حاتم وصححه عن أبي ذر أنه سأل رسول الله عن الإيمان فتلا ﴿ليس البر...﴾ حتى فرغ منها ثم سأله أيضا فتلاها، ثم سأله فتلاها، وقال: (وإذا عملت حسنة أحبها قلبك، وإذا عملت سيئة أبغضها قلبك) انظر: الدر المنثور ١/٤١٠؛ والمستدرك ٢/٢٧٢).


الصفحة التالية
Icon