والباصرة عبارة عن الجارحة الناظرة، يقال: رأيته لمحا باصرا (في المثل: لأرينك لمحا باصرا، يضرب في التوعد. المستقصى ٢/٢٣٧)، أي: نظرا بتحديق، قال عز وجل: ﴿فلما جاءتهم آياتنا مبصرة﴾ [النمل/١٣]، ﴿وجعلنا آية النهار مبصرة﴾ [الإسراء/١٢] أي: مضيئة للأبصار وكذلك قوله عز وجل: ﴿وآتينا ثمود مبصرة﴾ [الإسراء/٥٩]، وقيل: معناه صار أهله بصراء نحو قولهم: رجل مخبث (قال ابن منظور: والمخبث: الذي أصحابه وأعوانه خبثاء، وهو مثل قولهم: فلان ضعيف مضعف وقوي مقو) ومضعف، أي: أهله خبثاء وضعفاء، ﴿ولقد آتينا موسى الكتاب من بعد ما أهلكنا القرون الأولى بصائر للناس﴾ [القصص/٤٣] أي: جعلنا عبرة لهم، وقوله: ﴿وأبصر فسوف يبصرون﴾ [الصافات/١٧٩] أي: انظر حتى ترى ويرون، وقوله عز وجل: ﴿وكانوا مستبصرين﴾ [العنكبوت/٣٨] أي: طالبين للبصيرة. ويصح أن يستعار الاستبصار للأبصار، نحو استعارة الاستجابة للإجابة، وقوله عز وجل: ﴿وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج *** تبصرة﴾ [ق/٧ - ٨] أي: تبصيرا وتبيانا. يقال: بصرته تبصيرا وتبصرة، كما يقال: قدمته وتقدمه، وذكرته تذكيرا وتذكرة، قال تعالى: ﴿ولا يسأل حميم حميما *** يبصرونهم﴾ [المعارج/١٠ - ١١] أي: يجعلون بصراء بآثارهم، يقال: بصر الجرو: تعرض للإبصار لفتحه العين (وفي اللسان: وبصر الجرو تبصيرا: فتح عينه).
والبصرة: حجارة رخوة تلمع كأنها تبصر، أو سميت بذلك لأن لها ضوءا تبصر به من بعد.
ويقال له بصر، والبصيرة: قطعة من الدم تلمع، والترس اللامع، والبصر: الناحية، والبصيرة ما بين شقتي الثوب، والمزادة ونحوها التي يبصر منها، ثم يقال: بصرت الثوب والأديم: إذا خطت ذلك الموضع منه.
بصل
- البصل معروف في قوله عز وجل: ﴿وعدسها وبصلها﴾ [البقرة/٦١]، وبيضة الحديد: بصل، تشبيها به لقول الشاعر:
*وتركا كالبصل*
(جزء بيت للبيد وتمامه:
*فخمة ذفراء ترتى بالعرى ** قردمانيا وتركا كالبصل*


الصفحة التالية
Icon