(البيت لعلي بن جبلة العكوك في حميد الطوسي، وهو في ديوانه ص ٧٤؛ وعقد الخلاص في نقد كلام الخواص لابن الحنبلي ص ٢٠٠؛ وذيل أمالي القالي ٣/٩٦؛ والأغاني ١٨/١١٣؛ وله قصة فيه)
ويقال لكل غامض: بطن، ولكل ظاهر: ظهر، ومنه: بطنان القدر وظهرانها، ويقال لما تدركه الحاسة: ظاهر، ولما يخفى عنها: باطن.
قال عز وجل: ﴿وذروا ظاهر الإثم وباطنه﴾ [الأنعام/١٢٠]، ﴿ما ظهر منها وما بطن﴾ [الأنعام/١٥١]، والبطين: العظيم البطن، والبطن: الكثير الأكل، والمبطان: الذي يكثر الأكل حتى يعظم بطنه، والبطنة: كثرة الأكل، وقيل: (البطنة تذهب الفطنة) (جاء عند أبي نعيم في الطب النبوي قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: إياكم والبطنة في الطعام والشراب فإنها مفسدة للجسم، مورثة للفشل، مكسلة عن الصلاة، وعليكم بالقصد فيهما فإنه أصلح. راجع: كشف الخفاء ١/٢٨٦؛ والمقاصد الحسنة ص ١٢٤ و ١٤٤).
وقد بطن الرجل بطنا: إذا أشر من الشبع ومن كثرة الأكل، وقد بطن الرجل: عظم بطنه، ومبطن: خميص البطن، وبطن الإنسان: أصيب بطنه، ومنه: رجل مبطون: عليل البطن، والبطانة: خلاف الظهارة، وبطنت ثوبي بآخر: جعلته تحته.
وقد بطن فلان بفلان بطونا، وتستعار البطانة لمن تختصه بالاطلاع على باطن أمرك.
قال عز وجل: ﴿لا تتخذوا بطانة من دونكم﴾ [آل عمران/١١٨] أي: مختصا بكم يستبطن أموركم، وذلك استعارة من بطانة الثوب، بدلالة قولهم: لبست فلانا: إذا اختصصته، وفلان شعاري ودثاري، وروي عنه ﷺ أنه قال: (ما بعث الله من نبي ولا استخلف من خليفة إلا كانت له بطانتان: بطانة تأمره بالخير وتحضه عليه، وبطانة تأمره بالشر وتحثه عليه) (الحديث الصحيح كما قال البغوي، وقد أخرجه النسائي ٧/١٥٨؛ وأحمد ٣/٢٣٧؛ والترمذي (٢٣٧٠) وقال: حسن صحيح؛ وانظر: شرح السنة ١٠/٧٥).
والبطان: حزام يشد على البطن، وجمعه: أبطنة وبطن، والأبطنان: عرقان يمران على البطن.


الصفحة التالية
Icon