- قال تعالى: -ayah text-primary">﴿قال عفريت من الجن﴾ [النمل/٣٩]. والعفريت من الجن: هو العارم الخبيث، ويستعار ذلك للإنسان استعارة الشيطان له، يقال: عفريت نفريت (انظر: البصائر ٤/٨٠؛ وغريب القرآن لابن قتيبة ص ٣٢٤)، قال ابن قتيبة: العفريت الموثق الخلق (انظر: غريب القرآن ص ٣٢٤)، وأصله من العفر، أي: التراب، وعافره. صارعه، فألقاه في العفر، ورجل عفر نحو: شر (يقال للرجل إذا تمادى في غيه وفساده: شري شرى شرى. انظر: اللسان (شري) ) وشمر (يقال: رجل شمر وشمير: ماض في الأمور والحوائج مجرب. انظر: اللسان (شمر) ).
وليث عفرين: دابة تشبه الحرباء تتعرض للراكب، وقيل: عفرية الديك والحبارى للشعر الذي على رأسهما.
عفا
- العفو: القصد لتناول الشيء، يقال: عفاه واعتفاه، أي: قصده متناولا ما عنده، وعفت الريح الدار: قصدتها متناولة آثارها، وبهذا النظر قال الشاعر:
*أخذ البلى أبلادها*
(عجز بيت لعدي بن الرقاع العاملي في ديوانه ص ٤٩، وتمامه:
* [عرف الديار توهما فاعتادها**من بعدما أخذ البلى أبلادها] *
وهو في تفسير الراغب ورقة ٥٢)
وعفت الدار: كأنها قصدت هي البلى، وعفا النبت والشجر: قصد تناول الزيادة، كقولك أخذ النبت في الزيادة، وعفوت عنه: قصدت إزالة ذنبه صارفا عنه، فالمفعول في الحقيقة متروك، و (عن) متعلق بمضمر، فالعفو: هو التجافي عن الذنب. قال تعالى: ﴿فمن عفا وأصلح﴾ [الشورى/٤٠]، ﴿وأن تعفوا أقرب للتقوى﴾ [البقرة/٢٣٧]، ﴿ثم عفونا عنكم﴾ [البقرة/٥٢]، ﴿إن نعف عن طائفة منكم﴾ [التوبة/٦٦]، ﴿فاعف عنهم﴾ [آل عمران/١٥٩]، وقوله: ﴿خذ العفو﴾ [الأعراف/١٩٩]، أي: ما يسهل قصده وتناوله، وقيل معناه: تعاط العفو عن الناس، وقوله: ﴿ويسئلونك ماذا ينفقون قل العفو﴾ [البقرة/٢١٩]، أي: ما يسهل إنفاقه. وقولهم: أعطى عفوا، فعفوا مصدر في موضع الحال، أي: أعطى وحاله حال العافي، أي: القاصد للتناول إشارة إلى المعنى الذي عد بديعا، وهو قول الشاعر:


الصفحة التالية
Icon