فقال لي الرجل: كذا. ومتى ذكر ثانيا منكرا أريد به غير الأول، ولذلك قال ابن عباس في قوله: ﴿فإن مع العسر يسرا * إن مع العسر يسرا﴾ [الشرح/٥ - ٦]، لن يغلب عسر يسرين (يروى هذا عن ابن مسعود كما أخرجه عنه عبد الرزاق وسعيد بن منصور وعبد بن حميد، وابن أبي الدنيا في الصبر، والبيهقي في شعب الإيمان.
ويروى مرفوعا، فقد أخرج عبد الرزاق وابن جرير والحاكم والبيهقي عن الحسن قال: خرج النبي ﷺ فرحا مسرورا وهو يضحك ويقول: (لن يغلب عسر يسرين، فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا).
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن مردويه عن الحسن قال: (لما نزلت هذه الآية: ﴿إن مع العسر يسرا﴾ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أبشروا، أتاكم اليسر، لن يغلب عسر يسرين) راجع: الدر المنثور للسيوطي ٨/٥٥٠ - ٥٥١؛ والمستدرك ٢/٥٢٨؛ وهو مرسل) وقوله: ﴿وخلق الإنسان ضعيفا﴾ [النساء/٢٨]، فضعفه: كثرة حاجاته التي يستغني عنها الملأ الأعلى، وقوله: ﴿إن كيد الشيطان كان ضعيفا﴾ [النساء/٧٦]، فضعف كيده إنما هو مع من صار من عباد الله المذكورين في قوله: ﴿إن عبادي ليس لك عليهم سلطان﴾ [الإسراء/٦٥]، والضعف هو من الألفاظ المتضايفة التي يقتضي وجود أحدهما وجود الآخر، كالنصف والزوج، وهو تركب قدرين متساويين، ويختص بالعدد، فإذا قيل: أضعفت الشيء، وضعفته، وضاعفته: ضممت إليه مثله فصاعدا. قال بعضهم: ضاعفت أبلغ من ضعفت (وهذا قول أبي عمرو بن العلاء، فقد قال مكي: إن أبا عمرو حكى أن (ضاعفت) أكثر من (ضعفت) ؛ لأن (ضعفت) معناه مرتان، وحكى أن العرب تقول: ضعفت درهمك أي: جعلته درهمين، وتقول: ضاعفته، أي: جعلته أكثر من درهمين.