*والماء غامر جدادها*
(هذا عجز بيت للأعشى، وشطره: [أضاء مظلته بالسراج] من قصيدة له يمدح بها سلامة بن يزيد الحميري، ومطلعها:
*أجدك لم تغتمض ليلة ** فترقدها مع رقادها*
وهو في ديوانه ص ٥٩؛ والمحكم ٧/١٣٨)
وبه شبه الرجل السخي، والفرس الشديد العدو، فقيل لهما: غمر كما شبها بالبحر، والغمرة: معظم الماء الساترة لمقرها، وجعل مثلا للجهالة التي تغمر صاحبها، وإلى نحوه أشار بقوله: ﴿فأغشيناهم﴾ [يس/٩]، ونحو ذلك من الألفاظ قال: ﴿فذرهم في غمرتهم﴾ [المؤمنون/٥٤]، ﴿الذين هم في غمرة ساهون﴾ [الذاريات/١١]، وقيل للشدائد: غمرات. قال تعالى: ﴿في غمرات الموت﴾ [الأنعام/٩٣]، ورجل غمر، وجمعه: أغمار. والغمر: الحقد المكنون (قال الراجز في نظم مثلث قطرب:
الغمر ماء غزرا * والغمر حقد سترا
والغمر ذو جهل سرى * فيه ولم يجرب)،
وجمعه غمور والغمر: ما يغمر من رائحة الدسم سائر الروائح، وغمرت يده، وغمر عرضة: دنس، ودخل في غمار الناس وخمارهم، أي: الذين يغمرون. والغمرة: ما يطلى به من الزعفران، وقد تغمرت بالطيب، وباعتبار الماء قيل للقدح الذي يتناول به الماء: غمر، ومنه اشتق: تغمرت: إذا شربت ماء قليلا، وقولهم: فلان ومغامر: إذا رمى بنفسه في الحرب؛ إما لتوغله وخوضه فيه كقولهم يخوض الحرب؛ وإما لتصور الغمارة منه، فيكون وصفه بذلك كوصفه بالهوج (قال ابن منظر: والمغامر الذي رمى بنفسه في الأمور المهلكة، وقيل: هو من الغمر، وهو الحقد. اللسان (غمر).
والهوج: الحمق، والأهوج: الذي يرمي بنفسه في الحرب، على التشبيه بذلك. اللسان (هوج) ) ونحوه.
غمز
- أصل الغمز: الإشارة بالجفن أو اليد طلبا إلى ما فيه معاب، ومنه قيل: ما في فلان غميزة (انظر: أساس البلاغة (غمز) ؛ وعمدة الحفاظ: غمز) )، أي: نقيصة يشار بها إليه، وجمعها: غمائز. قال تعالى: ﴿وإذا مروا بهم يتغامزون﴾ [المطففين/٣٠]، وأصله من: غمزت الكبش: إذا لمسته هل به طرق (الطرق (الشحم).


الصفحة التالية
Icon