انظر: مجمع الزوائد ١٠/٢٤٠؛ وقد تقدم ص ٥٩٧)، والثالث: كثرة القنيات بحسب ضروب الناس كقوله: ﴿ومن كان غنيا فليستعفف﴾ [النساء/٦]، ﴿الذين يستأذنونك وهم أغنياء﴾ [التوبة/٩٣]، ﴿لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء﴾ [آل عمران/١٨١]، قالوا ذلك حيث سمعوا: ﴿من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا﴾ (سورة البقرة: آية ٢٤٥. وانظر: الدر المنثور ٢/٣٩٧؛ وأسباب النزول للواحدي ص ٧٦)، وقوله: ﴿يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف﴾ [البقرة/٢٧٣]، أي: لهم غنى النفس، ويحسبهم الجاهل أن لهم القنيات لما يرون فيهم من التعفف والتلطف، وعلى هذا قوله عليه السلام لمعاذ: (خذ من أغنيائهم ورد في فقرائهم) (الحديث عن ابن عباس أن رسول الله ﷺ بعث معاذ إلى اليمن، فقال: (إنك تأتي قوما أهل كتاب فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله تعالى افترض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة، فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة أموالهم، تؤخذ من أغنيائهم وترد على فقرائهم... ) الحديث.
أخرجه البخاري في الزكاة ٣/٣٢٢؛ ومسلم في الإيمان برقم ١٩)، وهذا المعنى هو المعني بقول الشاعر:
*- قد يكثر المال والإنسان مفتقر*
(هذا عجز بيت وصدره: [العيش لا عيش إلا ما قنعت به].
وهو في المثيل والمحاضرة للثعالبي ص ٨٥؛ ونهاية الأرب ٣/٨٤)