عيب من غير أن أحوج إلى ذكره، قال تعالى: ﴿ولا يغتب بعضكم بعضا﴾ [الحجرات/١٢]، والغيابة: منهبط من الأرض، ومنه: الغابة للأجمة، قال: ﴿في غيابة الجب﴾ [يوسف/١٠]، ويقال: هم يشهدون أحيانا، ويتغايبون أحيانا، وقوله: ﴿ويقذفون بالغيب من مكان بعيد﴾ [سبأ/٥٣]، أي: من حيث لا يدركونه ببصرهم وبصيرتهم.
غوث
- الغوث يقال في النصرة، والغيث في المطر، واستغثته: طلبت الغوث أو الغيث، فأغاثني من الغوث، وغاثني من الغيث، وغوثت من الغوث، قال تعالى: ﴿إذ تستغيثون ربكم﴾ [الأنفال/٩]، وقال: ﴿فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه﴾ [القصص/١٥]، وقوله: ﴿إن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل﴾ [الكهف/٢٩]، فإنه يصح أن يكون من الغيث، ويصح أن يكون من الغوث، وكذا يغاثوا، يصح فيه المعنيان. والغيث: المطر في قوله: ﴿كمثل غيث أعجب الكفار نباته﴾ [الحديد/٢٠]، وقال الشاعر:
- ٣٤٤ - سمعت الناس ينتجعون غيثا * فقلت لصيدح انتجعي بلالا
(البيت لذي الرمة من قصيدة يمدح بها بلال بن أبي بردة، ومطلعها:
أراح فريق جيرتك الجمالا * كأنهم يريدون احتمالا
وهو في ديوانه ص ٥٢٨)
- الغور: المنهبط من الأرض، يقال: غار الرجل، وأغار، وغارت عينه غورا وغؤرا (قال أبو عثمان: غار الماء غورا: فاض، وغار النهار: اشتد، وغارت الشمس والقمر والنجوم غيارا: غابت، وغارت العين تغور غؤورا، وغار الرجل على أهله يغار غيرة وغارا. انظر: الأفعال ٢/٢٢)، وقوله تعالى: ﴿ماؤكم غورا﴾ [الملك/٣٠]، أي: غائرا. وقال: ﴿أو يصبح ماؤها غورا﴾ [الكهف/٤١]. والغار في الجبل. قال: ﴿إذ هما في الغار﴾ [التوبة/٤٠]، وكني عن الفرج والبطن بالغارين (انظر: جنى الجنتين ص ٨٢)، والمغار من المكان كالغور، قال: ﴿لو يجدون ملجأ أو مغارات أو مدخلا﴾ [التوبة/ ٥٧]، وغارت الشمس غيارا، قال الشاعر:
- ٣٤٥ - هل الدهر إلا ليلة ونهارها * وإلا طلوع الشمس ثم غيارها


الصفحة التالية
Icon