والثاني: يدرك بالبصيرة كفتح الهم، وهو إزالة الغم، وذلك ضروب: أحدها: في الأمور الدنيوية كغم يفرج، وفقر يزال بإعطاء المال ونحوه، نحو: ﴿فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء﴾ [الأنعام/٤٤]، أي: وسعنا، وقال: ﴿لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض﴾ [الأعراف/٩٦]، أي: أقبل عليهم الخيرات. والثاني: فتح المستغلق من العلوم، نحو قولك: فلان فتح من العلم بابا مغلقا، وقوله: ﴿إنا فتحنا لك فتحا مبينا﴾ [الفتح/١]، قيل: عنى فتح مكة (وهذا قول عائشة. انظر: الدر المنثور ٧/٥١٠)، وقيل: بل عنى ما فتح على النبي من العلوم والهدايات التي هي ذريعة إلى الثواب، والمقامات المحمودة التي صارت سببا لغفران ذنوبه (انظر: روح المعاني ٢٦/١٢٩). وفاتحة كل شيء: مبدؤه الذي يفتح به ما بعده، وبه سمي فاتحة الكتاب، وقيل: افتتح فلان كذا: إذا ابتدأ به، وفتح عليه كذا: إذا أعلمه ووقفه عليه، قال: ﴿أتحدثونهم بما فتح الله عليكم﴾ [البقرة/٧٦]، ﴿ما يفتح الله للناس﴾ [فاطر/ ٢]، وفتح القضية فتاحا: فصل الأمر فيها، وأزال الإغلاق عنها. قال تعالى: ﴿ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين﴾ [الأعراف/ ٨٩]، ومنه: ﴿الفتاح العليم﴾ [سبأ/٢٦]، قال الشاعر:
*بأني عن فتاحتكم غني*
(هذا عجز بيت للشويعر الجعفي، وشطره:
*ألا أبلغ بني عمرو رسولا*
وهو في الأساس (فتح) ؛ والمشوف المعلم ٢/٥٨٩؛ والجمهرة ٢/٤؛ واللسان (فتح) )