قال تعالى: ﴿سورة أنزلناها وفرضناها﴾ [النور/١]، أي: أوجبنا العمل بها عليك، وقال: ﴿إن الذي فرض عليك القرآن﴾ [القصص/٨٥]، أي: أوجب عليك العمل به، ومنه يقال لما ألزم الحاكم من النفقة: فرض. وكل موضع ورد (فرض الله عليه) ففي الإيجاب الذي أدخله الله فيه، وما ورد من: (فرض الله له) فهو في أن لا يحظره على نفسه. نحو: ﴿ما كان على النبي من حرج فيما فرض الله له﴾ [الأحزاب/٣٨]، وقوله: ﴿قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم﴾ [التحريم/٢]، وقوله: ﴿وقد فرضتم لهن فريضة﴾ [البقرة/٢٣٧]، أي: سميتم لهن مهرا، وأوجبتم على أنفسكم بذلك، وعلى هذا يقال: فرض له في العطاء، وبهذا النظر ومن هذا الغرض قيل للعطية: فرض، وللدين: فرض، وفرائض الله تعالى: ما فرض لأربابها، ورجل فارض وفرضي: بصير بحكم الفرائض.
قال تعالى: ﴿فمن فرض فيهن الحج﴾ إلى قوله: ﴿في الحج﴾ (الآية: ﴿فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج﴾ سورة البقرة: آية ١٩٧) أي: من عين على نفسه إقامة الحج (انظر: تذكرة الأريب في تفسير الغريب ١/٧١)، وإضافة فرض الحج إلى الإنسان دلالة أنه هو معين الوقت، ويقال لما أخذ في الصدقة فريضة. قال: ﴿إنما الصدقات للفقراء﴾ إلى قوله: ﴿فريضة من الله﴾ ( ﴿إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله﴾ سورة التوبة: آية ٦٠) وعلى هذا ما روي (أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه كتب إلى بعض عماله كتابا وكتب فيه: هذه فريضة الصدقة التي فرضها رسول الله ﷺ على المسلمين) (عن ثمامة حدثني أنس بن مالك أن أبا بكر الصديق كتب له: (بسم الله الرحمن الرحيم، هذه فريضة الصدقة التي فرض رسول الله ﷺ على المسلمين التي أمر الله بها رسول الله...)


الصفحة التالية
Icon