قال: ﴿هذا فراق بيني وبينك﴾ [الكهف/ ٧٨]، وقوله: ﴿وظن أنه الفراق﴾ [القيامة/٢٨]، أي: غلب على قلبه أنه حين مفارقته الدنيا بالموت، وقوله: ﴿ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله﴾ [النساء/ ١٥٠]، أي: يظهرون الإيمان بالله ويكفرون بالرسل خلاف ما أمرهم الله به. وقوله: ﴿ولم يفرقوا بين أحد منهم﴾ [النساء/١٥٢]، أي: آمنوا برسل الله جميعا، والفرقان أبلغ من الفرق، لأنه يستعمل في الفرق بين الحق والباطل، وتقديره كتقدير: رجل قنعان: يقنع به في الحكم، وهو اسم لا مصدر فيما قيل، والفرق يستعمل في ذلك وفي غيره، وقوله: ﴿يوم الفرقان﴾ [الأنفال/٤١]، أي: اليوم الذي يفرق فيه بين الحق والباطل، والحجة والشبهة، وقوله: ﴿يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا﴾ [الأنفال/٢٩]، أي: نورا وتوفيقا على قلوبكم يفرق به بين الحق والباطل (وهو قول ابن جريج وابن زيد. انظر: روح المعاني ٩/١٩٦)، فكان الفرقان ههنا كالسكينة والروح في غيره، وقوله: ﴿وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان﴾ [الأنفال/٤١]، قيل: أريد به يوم بدر (وهو قول ابن عباس وابن مسعود.
انظر: الدر المنثور ٤/٧١) ؛ فإنه أول يوم فرق فيه بين الحق والباطل، والفرقان: كلام الله تعالى؛ لفرقه بين الحق والباطل في الاعتقاد، والصدق والكذب في المقال، والصالح والطالح في الأعمال، وذلك في القرآن والتوراة والإنجيل، قال: ﴿وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان﴾ [البقرة/٥٣]، ﴿ولقد آتينا موسى وهرون الفرقان﴾ [الأنبياء/٤٨]، ﴿تبارك الذي نزل الفرقان﴾ [الفرقان/١]، ﴿شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينا من الهدى والفرقان﴾ [البقرة/١٨٥].


الصفحة التالية
Icon