التأثير من جهة مؤثر، وهو عام لما كان بإجادة أو غير إجادة، ولما كان بعلم أو غير علم، وقصد أو غير قصد، ولما كان من الإنسان والحيوان والجمادات، والعمل مثله، والصنع أخص منهما كما تقدم ذكرهما (تقدم في مادة (عمل)، ومادة (صنع) )، قال: ﴿وما تفعلوا من خير يعلمه الله﴾ [البقرة/١٩٧]، ﴿ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما﴾ [النساء/٣٠]، ﴿يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته﴾ [المائدة/٦٧]، أي: إن لم تبلغ هذا الأمر فأنت في حكم من لم يبلغ شيئا بوجه، والذي من جهة الفاعل يقال له: مفعول ومنفعل، وقد فصل بعضهم بين المفعول والمنفعل، فقال: المفعول يقال إذا اعتبر بفعل الفاعل، والمنفغل إذا اعتبر قبول الفعل في نفسه، قال: فالمفعول أعم من المنفعل؛ لأن المنفعل يقال لما لا يقصد الفاعل إلى إيجاده وإن تولد منه، كحمرة اللون من خجل يعتري من رؤية إنسان، والطرب الحاصل عن الغناء، وتحرك العاشق لرؤية معشوقه. وقيل لكل فعل: انفعال إلا للإبداع الذي هو من الله تعالى، فذلك هو إيجاد عن عدم لا في عرض وفي جوهر بل ذلك هو إيجاد الجوهر.
فقد
- الفقد: عدم الشيء بعد وجوده، فهو أخص من العدم؛ لأن العدم يقال فيه وفيما لم يوجد بعد. قال تعالى: ﴿ماذا تفقدون * قالوا: نفقد صواع الملك﴾ [يوسف/٧١ - ٧٢]. والتفقد: التعهد لكن حقيقة التفقد: تعرف فقدان الشيء، والتعهد: تعرف العهد المتقدم، قال: ﴿وتفقد الطير﴾ [النمل/٢٠]، والفاقد: المرأة التي تفقد ولدها، أو بعلها.
فقر
- الفقر يستعمل على أربعة أوجه:
الأول: وجود الحاجة الضرورية، وذلك عام للإنسان ما دام في دار الدنيا بل عام للموجودات كلها، وعلى هذا قوله تعالى: ﴿يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله﴾ [فاطر/١٥]، وإلى هذا الفقر أشار بقوله في وصف الإنسان: ﴿وما جعلناهم جسدا لا يأكلون الطعام﴾ [الأنبياء/٨].


الصفحة التالية
Icon