والثاني: عدم المقتنيات، وهو المذكور في قوله: ﴿للفقرء الذين أحصروا﴾ [البقرة/٢٧٣]، إلى قوله: ﴿من التعفف﴾ [البقرة/٢٧٣]، ﴿إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله﴾ [النور/٣٢]. وقوله: ﴿إنما الصدقات للفقراء والمساكين﴾ [التوبة/٦٠].
الثالث: فقر النفس، وهو الشره المعني بقوله عليه الصلاة والسلام: (كاد الفقر أن يكون كفرا) (الحديث عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كاد الحسد أن يغلب القدر، وكاد الفقر أن يكون كفرا) أخرجه أبو نعيم في الحلية ٣/٥٣؛ وابن عدي في الكامل ٧/٢٦٩٢. وهو ضعيف، وفيه يحي بن اليمان العجلي الكوفي سريع النسيان، وحديثه خطأ عن الثوري) وهو المقابل بقوله: (الغنى غنى النفس) (الحديث تقدم في مادة (غنى) ) والمعني بقولهم: من عدم القناعة لم يفده المال غنى.
الرابع: الفقر إلى الله المشار إليه بقوله عليه الصلاة والسلام: (اللهم أغنني بالافتقار إليك، ولا تفقرني بالاستغناء عنك) [استدراك] (ليس هذا من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما هو من دعاء عمرو بن عبيد. انظر: جواهر الألفاظ ص ٥؛ ومجمع البلاغة للراغب ١/٣٤٦)، وإياه عني بقوله تعالى: ﴿رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير﴾ [القصص/٢٤]، وبهذا ألم الشاعر فقال:
*ويعجبني فقري إليك ولم يكن**ليعجبني لولا محبتك الفقر*
(البيت في البصائر ٤/٢٠٥ دون نسبة. وهو للبحتري من قصيدة له يمدح بها الفتح بن خاقان، ومطلعها:
متى لاح برق أو بدا طلل قفر * جرى مستهل لا بكي ولا نزر
وهو في ديوانه ١/١٠٢؛ والصناعتين ص ١٢٨؛ والزهرة ١/٦٨، وعمدة الحفاظ: فقر)


الصفحة التالية
Icon