من قصيدة يمدح بها هرم بن سنان، مطلعها:
إن الخليط أجد البين فانفرقا * وعلق القلب من أسماء ما علقا
وهو في ديوانه ص ٤٠؛ واللسان (قتل) ).
والمقاتلة: المحاربة وتحري القتل. قال: ﴿وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة﴾ [البقرة /١٩٣]، ﴿ولئن قوتلوا﴾ [الحشر/١٢]، ﴿قاتلوا الذين يلونكم﴾ [التوبة/١٢٣]، ﴿ومن يقاتل في سبيل الله فيقتل﴾ [النساء/٧٤]، وقيل: القتل: العدو والقرن (انظر: المجمل ٣/٧٤٣؛ والجمهرة ٢/٢٥)، وأصله المقاتل، وقوله: ﴿قاتلهم الله﴾ [التوبة/٣٠]، قيل: معناه لعنهم الله، وقيل: معناه قتلهم، والصحيح أن ذلك هو المفاعلة، والمعنى: صار بحيث يتصدى لمحاربة الله، فإن من قاتل الله فمقتول، ومن غالبه فهو مغلوب، كما قال: ﴿وإن جندنا لهم الغالبون﴾ [الصافات/١٧٣]، وقوله: ﴿و لا تقتلوا أولادكم من إملاق﴾ [الأنعام/١٥١]، فقد قيل: إن ذلك نهي عن وأد البنات (انظر تفسير الطبري ٨/٨٢)، وقال بعضهم: بل نهي عن تضييع البذر بالعزلة ووضعه في غير موضعه. وقيل: إن ذلك نهي عن شغل الأولاد بما يصدهم عن العلم، وتحري ما يقتضي الحياة الأبدية، إذ كان الجاهل والغافل عن الآخرة في حكم الأموات، ألا ترى أنه وصفهم بذلك في قوله: ﴿أموات غير أحياء﴾ [النحل/٢١]، وعلى هذا: ﴿ولا تقتلوا أنفسكم﴾ [النساء/٢٩]، ألا ترى أنه قال: ﴿ومن يفعل ذلك﴾ [النساء/ ٣٠]، وقوله: ﴿لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم ومن قتله منكم متعمدا فجزاء مثل ما قتل من النعم﴾ [المائدة/٩٥]، فإنه ذكر لفظ القتل دون الذبح والذكاة؛ إذ كان القتل أعم هذه الألفاظ تنبيها أن تفويت روحه على جميع الوجوه محظور، يقال: أقتلت فلانا: عرضته للقتل، واقتتله العشق والجن، ولا يقال ذلك في غيرهما، والاقتتال: كالمقاتلة. قال تعالى: ﴿وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما﴾ [الحجرات/٩].
قحم