قال: ﴿يقدم قومه يوم القيامة﴾ [هود/٩٨]، ﴿بما قدمت أيديهم﴾ [البقرة/٩٥]، وقوله: ﴿لا تقدموا بين يدي الله ورسوله﴾ [الحجرات/١]، قيل: معناه لا تتقدموه. وتحقيقه: لا تسبقوه بالقول والحكم بل افعلوا ما يرسمه لكم كما يفعله العباد المكرمون، وهم الملائكة حيث قال: ﴿لا يسبقونه بالقول﴾ [الأنبياء/٢٧]، وقوله: ﴿لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون﴾ [الأعراف/٣٤]، أي: لا يريدون تأخرا ولا تقدما. وقوله: ﴿ونكتب ما قدموا وآثارهم﴾ [يس/١٢]، أي: ما فعلوه، قيل: وقدمت إليه بكذا: إذا أمرته قبل وقت الحاجة إلى فعله، وقبل أن يدهمه الأمر والناس. وقدمت به: أعلمته قبل وقت الحاجة إلى أن يعمله، ومنه: ﴿وقد قدمت إليكم بالوعيد﴾ (سورة ق: آية ٢٨) و (قدام) بإزاء خلف، وتصغيره قديدمة (يصغر قديديمة وقديديمة، وهو شاذز انظر: اللسان (قدم) )، وركب فلان مقاديمه (انظر: المجمل ٣/٧٤٥، وأساس البلاغة (قدم) )، إذا مر على وجهه، وقادمة الرحل، وقادمة الأطباء، وقادمة الجناح، ومقدمة الجيش، والقدوم. كل ذلك يعتبر فيه معنى التقدم.
قذف
- القذف: الرمي البعيد، ولاعتبار البعد فيه قيل: منزل قذف وقذيف، وبلدة قذوف: بعيدة، وقوله: ﴿فاقذفيه في اليم﴾ [طه/٣٩]، أي: اطرحيه فيه، وقال: ﴿وقذف في قلوبهم الرعب﴾ [الأحزاب/٢٦]، ﴿بل نقذف بالحق على الباطل﴾ [الأنبياء/١٨]، ﴿يقذف بالحق علام الغيوب﴾ [سبأ/٤٨]، ﴿ويقذفون من كل جانب * دحورا﴾ [الصافات/٨ - ٩]، واستعير القذف للشتم والعيب كما استعير الرمي.
قر