وفي الرعاية نحو: ﴿إن رحمة الله قريب من المحسنين﴾ [الأعراف/٥٦]، وقوله: ﴿فإني قريب أجيب دعوة الداع﴾ [البقرة/١٨٦].
وفي القدرة نحو: ﴿ونحن أقرب إليه من حبل الوريد﴾ [ق/١٦]. قوله: ﴿ونحن أقرب إليه منكم﴾ [الواقعة/٨٥]، يحتمل أن يكون من حيث القدرة. والقربان: ما يتقرب به إلى الله، وصار في التعارف اسما للنسيكة التي هي الذبيحة، وجمعه: قرابين. قال تعالى: ﴿إذ قربا قربانا﴾ [المائدة/٢٧]، ﴿حتى يأتينا بقربان﴾ [آل عمران/١٨٣]، وقوله: ﴿قربانا آلهة﴾ [الأحقاف/٢٨]، فمن قولهم: قربان الملك: لمن يتقرب بخدمته إلى الملك، ويستعمل ذلك للواحد والجمع، ولكونه في هذا الموضع جمعا قال: (آلهة)، والتقرب: التحدي بما يقتضي حظوة، وقرب الله تعالى من العبد: هو بالإفصال عليه والفيض لا بالمكان، ولهذا روي (أن موسى عليه السلام قال: إلهي أقريب أنت فأناجيك؟ أم بعيد فأناديك؟ فقال: لو قدرت لك البعد لما انتهيت إليه، ولو قدرت لك القرب لما اقتدرت عليه) (الحديث أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف ١/١٠٨ وأحمد في الزهد عن كعب قال: قال موسى: أي رب، أقريب أنت فأناجيك، أم بعيد فأناديك؟ قال: يا موسى أنا جليس من ذكرني. قال: يا رب فإنا نكون من الحال على حال نعظمك أو نجلك أن نذكرك عليها. قال: وما هي؟ قال: الجنابة والغائط. قال: يا موسى اذكرني على كل حال.


الصفحة التالية
Icon