انظر: الزهد لأحمد ص ٨٦؛ والدر المنثور ١/٤٧٠). وقال: ﴿ونحن أقرب إليه من حبل الوريد﴾ [ق/١٦]، وقرب العبد من الله في الحقيقة: التخصص بكثير من الصفات التي يصح أن يوصف الله تعالى بها وإن لم يكن وصف الإنسان بها على الحد الذي يوصف تعالى به نحو: الحكمة والعلم والحلم والرحمة والغنى، وذلك يكون بإزالة الأوساخ من الجهل والطيش والغضب، والحاجات البدنية بقدر طاقة البشر، وذلك قرب روحاني لا بدني، وعلى هذا القرب نبه عليه والسلام فيما ذكر عن الله تعالى: (من تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا) (الحديث عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (يقول الله عز وجل: أنا عند ظن عبدي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم، وإن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة) متفق عليه: البخاري في التوحيد ١٣/٣٨٤؛ ومسلم في الذكر والدعاء برقم ٢٦٧٥) وقوله عنه: (ما تقرب إلي عبد بمثل أداء ما افترضت عليه وإنه ليتقرب إلي بعد ذلك بالنوافل حتى أحبه... ) (الحديث عن أبي هريرة قال: قال رسول الله: (إن الله تبارك وتعالى قال: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به... ) الحديث أخرجه البخاري في الرقاق، باب التواضع ١١/٣٤١) الخبر. وقوله: ﴿ولا تقربوا مال اليتيم﴾ [الأنعام/١٥٢]، هو أبلغ من النهي عن تناوله؛ لأن النهي عن قربه أبلغ من النهي عن أخذه، وعلى هذا قوله: ﴿ولا تقربا هذه الشجرة﴾ [البقرة/٣٥]، وقوله: ﴿ولا تقربوهن حتى يطهرن﴾ [البقرة/ ٢٢٢]، كناية عن الجماع، وقال: ﴿ولا تقربوا الزنا﴾ [الإسراء/٣٢]، والقراب: المقاربة. قال الشاعر:
*فإن قراب البطن يكفيك ملؤه*
(هذا شطر بيت، وعجزه: