قال ابن حجر: وفي رواية أبان: (إلا قضبه) وكذا عند ابن أبي شيبة. راجع: فتح الباري، باب: نقض الصور ١٠/٣٨٥. قلت: وكذا عند الطبراني في الأوسط ٣/٢٢٧). وسيف قاضب وقضيب، أي: قاطع، فالقضيب ههنا بمعنى الفاعل، وفي الأول بمعنى المفعول، وكذا قولهم: ناقة قضيب: مقتضبة من بين الإبل ولما ترض، ويقال لكل ما لم يهذب: مقتضب، ومنه: اقتضب حديثا: إذا أورده قبل أن راضه وهذبه في نفسه.
قضى
- القضاء: فصل الأمر قولا كان ذلك أو فعلا، وكل واحد منهما على وجهين: إلهي، وبشري. فمن القول الإلهي قوله تعالى: ﴿وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه﴾ [الإسراء/٢٣] أي: أمر بذلك، وقال: ﴿وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب﴾ [الإسراء/٤] فهذا قضاء بالإعلام والفصل في الحكم، أي: أعلمناهم وأوحينا إليهم وحيا جزما، وعلى هذا: ﴿وقضينا إليه ذلك الأمر أن دابر هؤلاء مقطوع﴾ [الحجر/٦٦]، ومن الفعل الإلهي قوله: ﴿والله يقضي بالحق والذين يدعون من دونه لا يقضون بشيء﴾ [غافر/٢٠]، وقوله: ﴿فقضاهن سبع سموات في يومين﴾ [فصلت/١٢] إشارة إلى إيجاده الإبداعي والفراغ منه نحو: ﴿بديع السموات والأرض﴾ [البقرة/١١٧]، وقوله: ﴿ولولا كلمة سبقت من ربك إلى أجل مسمى لقضي بينهم﴾ [الشورى/١٤] أي: لفصل، ومن القول البشري نحو: قضى الحاكم بكذا، فإن حكم الحاكم يكون بالقول، ومن الفعل البشري: ﴿فإذا قضيتم مناسككم﴾ [البقرة/٢٠٠]، ﴿ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم﴾ [الحج/٢٩]، وقال تعالى: ﴿قال ذلك بيني وبينك أيما الأجلين قضيت فلا عدوان علي﴾ [القصص/٢٨]، وقال: ﴿فلما قضى زيد منها وطرا﴾ [الأحزاب/٣٧]، وقال: ﴿ثم اقضوا إلي ولا تنظرون﴾ [يونس/٧١] أي: افرغوا من أمركم، وقوله: ﴿فاقض ما أنت قاض﴾ [طه/٧٢]، ﴿إنما تقضي هذه الحياة الدنيا﴾ [طه/٧٢]، وقول الشاعر:
*قضيت أمورا ثم غادرت بعدها*
(الشطر للشماخ، وعجزه:
*بوائج في أكمامها لم تفتق*
وهو من قصيدة له يرثي بها عمر بن الخطاب، ومطلعها:


الصفحة التالية
Icon