الإتحاف ص ٢٠٣) بمعنى قياما، وليس قول من قال: جمع قيمة بشيء. ويقال: قام كذا، وثبت، وركز بمعنى. وقوله: ﴿واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى﴾ [البقرة/١٢٥]، وقام فلان مقام فلان: إذا ناب عنه. قال: ﴿فآخران يقومان مقامهما من الذين استحق عليهم الأوليان﴾ [المائدة/١٠٧]. وقوله: ﴿دينا قيما﴾ [الأنعام/١٦١]، أي: ثابتا مقوما لأمور معاشهم ومعادهم. وقرئ: ﴿قيما﴾ (وهي قراءة ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف.
الإتحاف ص ٢٢٠) مخففا من قيام. وقيل هو وصف، نحو: قوم عدى، ومكان سوى، ولحم زيم (لحم زيم: متعضل ليس بمجتمع في مكان فيبدن. اللسان (زيم) )، وماء روى، وعلى هذا قوله تعالى: ﴿ذلك الدين القيم﴾ [يوسف/٤٠]، وقوله: ﴿ولم يجعل له عوجا قيما﴾ [الكهف/١ - ٢]، وقوله: ﴿وذلك دين القيمة﴾ [البينة/٥] فالقيمة ههنا اسم للأمة القائمة بالقسط المشار إليهم بقوله: ﴿كنتم خير أمة﴾ [آل عمران/١١٠]، وقوله: ﴿كونوا قوامين بالقسط شهداء لله﴾ [النساء/١٣٥]، ﴿يتلو صحفا مطهرة * فيها كتب قيمة﴾ [البينة/٢ - ٣] فقد أشار بقوله: ﴿صحفا مطهرة﴾ إلى القرآن، وبقوله: ﴿كتب قيمة﴾ [البينة/٣] إلى ما فيه من معاني كتب الله تعالى؛ فإن القرآن مجمع ثمرة كتب الله تعالى المتقدمة. وقوله: ﴿الله لا إله إلا هو الحي القيوم﴾ [البقرة/ ٢٥٥] أي: القائم الحافظ لكل شيء، والمعطى له ما به قوامه، وذلك هو المعنى المذكور في قوله: ﴿الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى﴾ [طه/٥٠]، وفي قوله: ﴿أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت﴾ [الرعد/٣٣].


الصفحة التالية
Icon