فسمى المستبين المجلس. والاستقامة يقال في الطريق الذي يكون على خط مستو، وبه شبه طريق المحق. نحو: ﴿اهدنا الصراط المستقيم﴾ [الفاتحة/٦]، ﴿وأن هذا صراطي مستقيما﴾ [الأنعام/١٥٣]، ﴿إن ربي على صراط مستقيم﴾ [هود/٥٦]. واستقامة الإنسان: لزومه المنهج المستقيم. نحو قوله: ﴿إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا﴾ [فصلت/٣٠] وقال: ﴿فاستقم كما أمرت﴾ [هود/ ١١٢]، ﴿فاستقيموا إليه﴾ [فصلت/٦] والإقامة في المكان: الثبات. وإقامة الشيء: توفية حقه، وقال: ﴿قل يا أهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل﴾ [المائدة/٦٨] أي: توفون حقوقهما بالعلم والعمل، وكذلك قوله: ﴿ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل﴾ [المائدة/٦٦] ولم يأمر تعالى بالصلاة حيثما أمر، ولا مدح بها حيثما مدح إلا بلفظ الإقامة، تنبيها أن المقصود منها توفية شرائطها لا الإتيان بهيئاتها، نحو: ﴿أقيموا الصلاة﴾ [البقرة/٤٣]، في غير موضع ﴿والمقيمين الصلاة﴾ [النساء/١٦٢]. وقوله: ﴿وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى﴾ [النساء/١٤٢] فإن هذا من القيام لا من الإقامة، وأما قوله: ﴿رب اجعلني مقيم الصلاة﴾ [إبراهيم/٤٠] أي: وفقني لتوفية شرائطها، وقوله: ﴿فإن تابوا وأقاموا الصلاة﴾ [التوبة/١١] فقد قيل: عني به إقامتها بالإقرار بوجوبها لا بأدائها، والمقام يقال للمصدر، والمكان، والزمان، والمفعول، لكن الوارد في القرآن هو المصدر نحو قوله: ﴿إنها ساءت مستقرا ومقاما﴾ [الفرقان/٦٦]، والمقامة: الإقامة، قال: ﴿الذي أحلنا دار المقامة من فضله﴾ [فاطر/٣٥] نحو: ﴿دار الخلد﴾ [فصلت/٢٨]، ﴿وجنات عدن﴾ [التوبة/٧٢]، وقوله: ﴿لا مقام لكم فارجعوا﴾ [الأحزاب/١٣]، من قام، أي: لا مستقر لكم، وقد قرئ: ﴿لا مقام لكم﴾ (وهي قراءة حفص وحده، والباقون بفتح الميم. الإتحاف ص ٣٥٣) من: أقام. ويعبر بالإقامة عن الدوام. نحو: ﴿عذاب مقيم﴾ [هود/٣٩]، وقرئ: ﴿إن المتقين في مقام أمين﴾ (وهي قراءة ابن كثير وأبي عمرو وعاصم