- الكبير والصغير من الأسماء المتضايقة التي تقال عند اعتبار بعضها ببعض، فالشيء قد يكون صغيرا في جنب شيء، وكبيرا في جنب غيره، ويستعملان في الكمية المتصلة كالأجسام، وذلك كالكثير والقليل، وفي الكمية المنفصلة كالعدد، وربما يتعاقب الكثير والكبير على شيء واحد بنظرين مختلفين نحو: -ayah text-primary">﴿قل فيهما إثم كبير﴾ [البقرة/٢١٩] و: -ayah text-primary">﴿كثيرا﴾ (وهي قراءة حمزة والكسائي، ووافقهما الأعمش.
انظر: الإتحاف ص ١٥٧) وقرئ بهما. وأصل ذلك أن يستعمل في الأعيان، ثم استعير للمعاني نحو قوله: ﴿لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها﴾ [الكهف/٤٩]، وقوله: ﴿ولا أصغر من ذلك ولا أكبر﴾ [سبأ/٣]، وقوله: ﴿يوم الحج الأكبر﴾ [التوبة/٣] إنما وصفه بالأكبر تنبيها أن العمرة هي الحجة الصغرى كما قال صلى الله عليه وسلم: (العمرة هي الحج الأصغر) (الحديث تقدم في مادة (حج) ) فمن ذلك ما اعتبر فيه الزمان، فيقال: فلان كبير، أي: مسن. نحو قوله: ﴿إما يبلغن عندك الكبر أحدهما﴾ [الإسراء/٢٣]، وقال: ﴿وأصابه الكبر﴾ [البقرة/٢٦٦]، ﴿وقد بلغني الكبر﴾ [آل عمران/٤٠]، ومنه ما اعتبر فيه المنزلة والرفعة نحو: ﴿قل أي شيء أكبر شهادة قل الله شهيد بين وبينكم﴾ [الأنعام/١٩]، ونحو: ﴿الكبير المتعال﴾ [الرعد/٩]، وقوله: ﴿فجعلهم جذاذا إلا كبيرا لهم﴾ [الأنبياء/٥٨] فسماه كبيرا بحسب اعتقادهم فيه لا لقدر ورفعة له على الحقيقة، وعلى ذلك قوله: ﴿بل فعله كبيرهم هذا﴾ [الأنبياء/٦٣]، وقوله: ﴿وكذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها﴾ [الأنعام/١٢٣] أي: رؤساءها وقوله: ﴿إنه لكبيركم الذي علمكم السحر﴾ [طه/٧١] أي: رئيسكم.


الصفحة التالية
Icon