والثاني: أن يتشبع فيظهر من نفسه ما ليس له، وهذا هو المذموم، وعلى هذا ما ورد في القرآن. وهو ما قال تعالى: ﴿أبى واستكبر﴾ [البقرة/٣٤]. وقال تعالى: ﴿أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم﴾ [البقرة/٨٧] وقال: ﴿وأصروا واستكبروا استكبارا﴾ [نوح/٧]، ﴿استكبارا في الأرض﴾ [فاطر /٤٣]، ﴿فاستكبروا في الأرض﴾ [فصلت/١٥]، ﴿تستكبرون في الأرض بغير الحق﴾ [الأحقاف/٢٠]، وقال: ﴿إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء﴾ [الأعراف/٤٠]، ﴿قالوا ما أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون﴾ [الأعراف/٤٨]، وقوله: ﴿فيقول الضعفاء للذين استكبروا﴾ [غافر/ ٤٧] قابل المستكبرين بالضعفاء تنبيها أن استكبارهم كان بما لهم من القوة من البدن والمال. وقال تعالى: ﴿قال الملأ الذين استكبروا من قومه للذين استضعفوا﴾ [الأعراف/٧٥] فقابل المستكبرين بالمستضعفين ﴿فاستكبروا وكانوا قوما مجرمين﴾ [الأعراف/١٣٣] نبه بقوله: ﴿فاستكبروا﴾ على تكبرهم وإعجابهم بأنفسهم وتعظمهم عن الإصغاء إليه، ونبه بقوله: ﴿وكانوا قوما مجرمين﴾ [الأعراف/١٣٣] أن الذي حملهم على ذلك هو ما تقدم من جرمهم، وأن ذلك لم يكن شيئا حدث منهم بل كان ذلك دأبهم قبل. وقال تعالى: ﴿فالذين لا يؤمنون بالآخرة قلوبهم منكرة وهم مستكبرون﴾ [النحل/٢٢] وقال بعده: ﴿إنه لا يحب المستكبرين﴾ [النحل/٢٣]. والتكبر يقال على وجهين:
أحدهما: أن تكون الأفعال الحسنة كثيرة في الحقيقة وزائدة على محاسن غيره، وعلى هذا وصف الله تعالى بالتكبر. قال: ﴿العزيز الجبار المتكبر﴾ [الحشر/٢٣].