فأما عظم جثتهما فأكثرهم يعلمونه. وقوله: ﴿يوم نبطش البطشة الكبرى﴾ [الدخان/١٦] فتنبيه أن كل ما ينال الكافر من العذاب قبل ذلك في الدنيا وفي البرزخ صغير في جنب عذاب ذلك اليوم. والكبار أبلغ من الكبير، والكبار أبلغ من ذلك. قال تعالى: ﴿ومكروا مكرا كبارا﴾ [نوح/٢٢].
كتب
- الكتب: ضم أديم إلى أديم بالخياطة، يقال: كتبت السقاء، وكتبت البغلة: جمعت بين شفريها بحلقة، وفي التعارف ضم الحروف بعضها إلى بعض بالخط، وقد يقال ذلك للمضموم بعضها إلى بعض باللفظ، فالأصل في الكتابة: النظم بالخط لكن يستعار كل واحد للآخر، ولهذا سمي كلام الله - وإن لم يكتب - كتابا كقوله: ﴿آلم * ذلك الكتاب﴾ [البقرة/١ - ٢]، وقوله: ﴿قال إني عبد الله آتاني الكتاب﴾ [مريم/٣٠].
والكتاب في الأصل مصدر، ثم سمي المكتوب فيه كتابا، والكتاب في الأصل اسم للصحيفة مع المكتوب فيه، وفي قوله: ﴿يسألك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتابا من السماء﴾ [النساء/ ١٥٣] فإنه يعني صحيفة فيها كتابة، ولهذا قال: ﴿ولو نزلنا عليك كتابا في قرطاس﴾ الآية [الأنعام/٧].


الصفحة التالية
Icon