انظر: الإتحاف ص ٢٦٨) بالتخفيف. من قولهم: كذبتك حديثا. أي: ظن المرسل إليهم أن المرسل قد كذبوهم فيما أخبروهم به أنهم إن لم يؤمنوا بهم نزل بهم العذاب، وإنما ظنوا ذلك من إمهال الله تعالى إياهم وإملائه لهم، وقوله: ﴿ {لا يسمعون فيها لغوا ولا كذابا﴾ [عم/٣٥] الكذاب: التكذيب. والمعنى: لا يكذبون فيكذب بعضهم بعضا، ونفي التكذيب عن الجنة يقتضي نفي الكذب عنها، وقرئ: ﴿كذابا﴾ (وهي قراءة الكسائي. انظر: الإتحاف ص ٤٣١) من المكاذبة. أي: لا يتكاذبون تكاذب الناس في الدنيا، يقال: حمل فلان على قرنه فكذب (قال الزمخشري: ومن المجاز: حمل فلان ثم كذب: إذا جبن ونكل، ومعناه: كذب الظن به، أو جعل حملته كاذبة غير صادقة. انظر: أساس البلاغة (كذب). وقال شمر: يقال للرجل إذا حمل ثم ولى ولم يمض: قد كذب عن قرنه تكذيبا، والتكذيب في القتال ضد الصدق فيه. اللسان (كذب) )، كما يقال في ضده: صدق. وكذب لبن الناقة: إذا ظن أن يدوم مدة فلم يدم. وقولهم: (كذب عليك الحج) (قال أبو عبيدة: في حديث عمر: (كذب عليكم الحج، كذب عليكم العمرة، كذب عليكم الجهاد ثلاثة أسفار كذبن عليكم) انظر: غريب الحديث ٣/٢٤٨؛ وأخرجه عبد الرزاق في المصنف ٥/١٧٢) قيل: معناه وجب فعليك به، وحقيقته أنه في حكم الغائب البطيء وقته، كقولك: قد فات الحج فبادر، أي: كاد يفوت. وكذب عليك العسل (الحديث: إن عمرو بن معد يكرب شكا إلى عمر بن الخطاب المعص، فقال: كذب عليك العسل. يريد: العسلان، وهو مشي الذئب. أي: عليك بسرعة المشي.
والمعص: التواء في عصب الرجل: انظر: النهاية ٤/١٥٨؛ والفائق ٢/٢٠٠؛ واللسان (كذب) ) بالنصب، أي: عليك بالعسل، وذلك إغراء، وقيل: العسل ههنا العسلان، وهو ضرب من العدو، والكذابة: ثوب ينقش بلون صبغ كأنه موشى، وذلك لأنه يكذب بحاله.
كر


الصفحة التالية
Icon